نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 446
يا صاحب المنجنيق ما فعلت* * * كفاك، لم تبقيا و لم تذرا
كان هواه سوى الذى قدرا* * * هيهات لن يغلب الهوى القدرا
و نزل هرثمة نهر بين، و جعل عليه حائطا و خندقا، و اعد المجانيق و العرادات، و انزل عبيد الله بن الوضاح الشماسيه، و نزل طاهر البستان بباب الأنبار، فذكر عن الحسين الخليع انه قال: لما تولى طاهر البستان بباب الأنبار، دخل محمدا امر عظيم من دخوله بغداد، و تفرق ما كان في يده من الأموال، و ضاق ذرعا، و تحرق صدرا، فامر ببيع كل ما في الخزائن من الأمتعة، و ضرب آنيه الذهب و الفضه دنانير و دراهم، و حملها اليه لأصحابه و في نفقاته، و امر حينئذ برمي الحربية بالنفط و النيران و المجانيق و العرادات، يقتل بها المقبل و المدبر، ففي ذلك يقول عمرو بن عبد الملك العترى الوراق:
يا رماه المنجنيق* * * كلكم غير شفيق
ما تبالون صديقا* * * كان او غير صديق
ويلكم تدرون ما* * * ترمون مرار الطريق
رب خود ذات دل* * * و هي كالغصن الوريق
اخرجت من جوف دنياها* * * و من عيش انيق
لم تجد من ذاك بدا* * * ابرزت يوم الحريق
و ذكر عن محمد بن منصور الباوردى، قال: لما اشتدت شوكه طاهر على محمد، و هزمت عساكره، و تفرق قواده كان فيمن استامن الى طاهر سعيد بن مالك بن قادم، فلحق به، فولاه ناحيه البغيين و الاسواق هنالك و شاطئ دجلة، و ما اتصل به امامه الى جسور دجلة، و امره بحفر الخنادق و بناء الحيطان في كل ما غلب عليه من الدور و الدروب، و امده بالنفقات و الفعله و السلاح، و امر الحربية بلزومه على النوائب، و وكل بطريق دار الرقيق و باب الشام واحدا بعد واحد، و امر بمثل الذى امر به سعيد بن مالك، و كثر الخراب
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 446