نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 448
لم ينحز اليه من بنى هاشم و القواد و الموالي و غلاتهم، حيث كانت من عمله، فذلوا و انكسروا و انقادوا، و ذلت الأجناد و تواكلت عن القتال، الا باعه الطريق و العراة و اهل السجون و الأوباش و الرعاع و الطرارين و اهل السوق و كان حاتم بن الصقر قد أباحهم النهب، و خرج الهرش و الافارقه، فكان طاهر يقاتلهم لا يفتر عن ذلك و لا يمله، و لا ينى فيه فقال الخريمى يذكر بغداد، و يصف ما كان فيها:
قالوا: و لم يلعب الزمان ببغداد* * * و تعثر بها عواثرها
إذ هي مثل العروس باطنها* * * مشوق للفتى و ظاهرها
جنه خلد و دار مغبطه* * * قل من النائبات واترها
درت خلوف الدنيا لساكنها* * * و قل معسورها و عاسرها
و انفرجت بالنعيم و انتجعت* * * فيها بلذاتها حواضرها
فالقوم منها في روضه انف* * * اشرق غب القطار زاهرها
من غره العيش في بلهنية* * * لو ان دنيا يدوم عامرها
دار ملوك رست قواعدها* * * فيها و قرت بها منابرها
اهل العلا و الندى و انديه الفخر* * * إذا عددت مفاخرها
افراخ نعمى في ارث مملكه* * * شد عراها لها أكابرها
فلم يزل و الزمان ذو غير* * * يقدح في ملكها اصاغرها
حتى تساقت كأسا مثمله* * * من فتنه لا يقال عاثرها
و افترقت بعد الفه شيعا* * * مقطوعه بينها اواصرها
يا هل رايت الاملاك ما صنعت* * * إذ لم يرعها بالنصح زاجرها
اورد املاكنا نفوسهم* * * هوه غي اعيت مصادرها
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 448