responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 433

و امره بمضامه قريش بن شبل و الحسين بن عمر الرستمي، و سارت تلك العساكر حتى قاربوا محمد بن يزيد بعسكر مكرم، فجمع اصحابه فقال: ما ترون؟

اطاول القوم القتال و اماطلهم اللقاء، أم اناجزهم كانت لي أم على؟ فو الله ما ارى ان ارجع الى امير المؤمنين ابدا، و لا انصرف عن الاهواز، فقالوا له: الرأي ان ترجع الى الاهواز، فتتحصن بها و تغادى طاهرا القتال و تبعث الى البصره فتفرض بها الفروض، و تستجيش من قدرت عليه و تابعك من قومك فقبل ما أشاروا عليه، و تابعه قومه، فرجع حتى صار بسوق الاهواز و امر طاهر قريش بن شبل ان يتبعه، و ان يعاجله قبل ان يتحصن بسوق الاهواز، و امر الحسن بن على المامونى و الحسين بن عمر الرستمي ان يسيرا بعقبه، فان احتاج الى معونتهما اعاناه و مضى قريش بن شبل يقفو محمد بن يزيد، كلما ارتحل محمد بن يزيد من قريه نزلها قريش، حتى صاروا الى سوق الاهواز.

و سبق محمد بن يزيد الى المدينة فدخلها، و استند الى العمران، فصيره وراء ظهره، و عبى اصحابه، و عزم على مواقعتهم، و دعا بالأموال فصبت بين يديه، و قال لأصحابه: من أحب منكم الجائزة و المنزله فليعرفنى اثره و اقبل قريش بن شبل حتى صار قريبا منه، و قال لأصحابه: الزموا مواضعكم و مصافكم، و ليكن اكثر ما قاتلتموهم و أنتم مريحون، فقاتلوهم بنشاط و قوه، فلم يبق احد من اصحابه الا جمع بين يديه ما قدر عليه من الحجاره، فلم يعبر اليهم محمد بن يزيد، حتى اوهنوهم بالحجارة، و جرحوهم جراحات كثيره بالنشاب، و عبرت طائفه من اصحاب محمد بن يزيد، فامر قريش اصحابه ان ينزلوا اليهم فنزلوا اليهم، فقاتلوهم قتالا شديدا حتى رجعوا، و تراد الناس بعضهم الى بعض.

و التفت محمد بن يزيد الى نفر كانوا معه من مواليه، فقال: ما رأيكم؟ قالوا:

فيما ذا؟ قال: انى ارى من معى قد انهزم، و لست آمن من خذلانهم، و لا آمل رجعتهم، و قد عزمت على النزول و القتال بنفسي، حتى يقضى الله ما أحب، فمن اراد منكم الانصراف فلينصرف، فو الله لان تبقوا أحب الى من ان تعطبوا و تهلكوا فقالوا: و الله ما انصفناك، إذا تكون اعتقتنا من الرق‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 433
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست