responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 421

متوجها الى قريه تدعى اسحاقيه، و معه نفر من اهل بيته و مواليه و حشمه، فلما جاوز نهر ابان سمع صوت بريد في جوف الليل، فقال: ان هذا لعجيب، بريد في مثل هذه الساعة و في مثل هذا الموضع! ان هذا الأمر لعجيب ثم لم يلبث البريد ان وقف، و نادى الملاح: هل معك احمد ابن مزيد؟ قال: نعم، فنزل فدفع اليه كتاب محمد، فقراه ثم قال: انى قد بلغت ضيعتى، و انما بيني و بينها ميل، فدعني اقعها وقعه فامر فيها بما اريد ثم اغدو معك، فقال: لا، ان امير المؤمنين أمرني الا انظرك و لا ارفهك، و ان اشخصك اى ساعه صادفتك فيها، من ليل او نهار.

فانصرف معه حتى اتى الكوفه، فأقام بها يوما حتى تجمل و أخذ اهبه السفر، ثم مضى الى محمد.

فذكر عن احمد، قال: لما دخلت بغداد، بدأت بالفضل بن الربيع، فقلت: اسلم عليه، و استعين بمنزلته و محضره عند محمد، فلما اذن لي دخلت عليه، و إذا عنده عبد الله بن حميد بن قحطبه، و هو يريده على الشخوص الى طاهر، و عبد الله يشتط عليه في طلب المال و الاكثار من الرجال، فلما رآنى رحب بي و أخذ بيدي، و رفعنى حتى صيرني معه على صدر المجلس، و اقبل على عبد الله يداعبه و يمازحه، فتبسم في وجهه، ثم قال:

انا وجدنا لكم إذ رث حبلكم* * * من آل شيبان اما دونكم و أبا

الاكثرون إذا عد الحصى عددا* * * و الاقربون إلينا منكم نسبا

فقال عبد الله: انهم لكذلك، و ان منهم لسد الخلل و نكاء العدو، و دفع معره اهل المعصية عن اهل الطاعة ثم اقبل على الفضل، فقال: ان امير المؤمنين اجرى ذكرك، فوصفتك له بحسن الطاعة و فضل النصيحه و الشده على اهل المعصية، و التقدم بالرأي، فأحب اصطناعك و التنويه باسمك، و ان يرفعك الى منزله لم يبلغها احد من اهل بيتك و التفت الى خادمه، فقال:

يا سراج، مر دوابي، فلم البث ان اسرج له، فمضى و مضيت معه، حتى دخلنا على محمد و هو في صحن داره، له ساج، فلم يزل يأمرني بالدنو حتى كدت‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 421
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست