نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 412
و ذكر على بن صالح الحربى ان على بن عيسى لما قتل، ارجف الناس ببغداد ارجافا شديدا، و ندم محمد على ما كان من نكثه و غدره، و مشى القواد بعضهم الى بعض، و ذلك يوم الخميس للنصف من شوال سنه خمس و تسعين و مائه، فقالوا: ان عليا قد قتل، و لسنا نشك ان محمدا يحتاج الى الرجال و اصطناع اصحاب الصنائع، و انما يحرك الرجال أنفسها، و يرفعها بأسها و أقدامها، فليأمر كل رجل منكم جنده بالشغب و طلب الأرزاق و الجوائز، فلعلنا ان نصيب منه في هذه الحاله ما يصلحنا، و يصلح جندنا فاتفق على ذلك رأيهم و أصبحوا، فتوافوا الى باب الجسر و كبروا، فطلبوا الأرزاق و الجوائز و بلغ الخبر عبد الله بن خازم، فركب اليهم في اصحابه و في جماعه غيره من قواد الاعراب، فتراموا بالنشاب و الحجاره، و اقتتلوا قتالا شديدا، و سمع محمد التكبير و الضجيج، فأرسل بعض مواليه ان يأتيه بالخبر، فرجع اليه فاعلمه ان الجند قد اجتمعوا و شغبوا لطلب أرزاقهم قال: فهل يطلبون شيئا غير الأرزاق؟ قال: لا، قال: ما اهون ما طلبوا! ارجع الى عبد الله ابن خازم فمره فلينصرف عنهم، ثم امر لهم بارزاق اربعه اشهر، و رفع من كان دون الثمانين الى الثمانين، و امر للقواد و الخواص بالصلات و الجوائز
. توجيه الامين عبد الرحمن بن جبله لحرب طاهر
و في هذه السنه وجه محمد المخلوع عبد الرحمن بن جبله الابناوى الى همذان لحرب طاهر.
ذكر الخبر عن ذلك:
ذكر عبد الله بن صالح ان محمدا لما انتهى اليه قتل على بن عيسى بن ماهان، و استباحه طاهر عسكره، وجه عبد الرحمن الابناوى في عشرين الف رجل من الأبناء، و حمل معه الأموال، و قواه بالسلاح و الخيل، و اجازه بجوائز، و ولاه حلوان الى ما غلب عليه من ارض خراسان، و ندب معه فرسان الأبناء و اهل الباس و النجده و الغناء منهم، و امره بالاكماش في السير، و تقليل اللبث
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 412