نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 411
فجعل ينادى اصحابه: اين اصحاب الأسورة و الاكاليل! يا معشر الأبناء، الى الكره بعد الفره، معاوده الحرب من الصبر فيها و رماه رجل من اصحاب طاهر بسهم فقتله، و وضعوا فيهم السيوف يقتلونهم و يأسرونهم، حتى حال الليل بينهم و بين الطلب، و غنموا غنيمه كثيره، و نادى طاهر في اصحاب على:
من وضع سلاحه فهو آمن، فطرحوا أسلحتهم، و نزلوا عن دوابهم، و رجع طاهر الى مدينه الري، و بعث بالأسرى و الرءوس الى المأمون.
و ذكر ان عبد الله بن على بن عيسى طرح نفسه في ذلك اليوم بين القتلى، و قد كانت به جراحات كثيره، فلم يزل بين القتلى متشبها بهم يومه و ليلته، حتى امن الطلب، ثم قام فانضم الى جماعه من فل العسكر، و مضى الى بغداد، و كان من اكابر ولده.
و ذكر سفيان بن محمد ان عليا لما توجه الى خراسان بعث المأمون الى من كان معه من القواد يعرض عليهم قتاله رجلا رجلا، فكلهم يصرح بالهيبة، و يعتل بالعلل، ليجدوا الى الإعفاء من لقائه و محاربته سبيلا.
و ذكر بعض اهل خراسان ان المأمون لما أتاه كتاب طاهر، بخبر على و ما اوقع الله به، قعد للناس، فكانوا يدخلون فيهنئونه و يدعون له بالعز و النصر.
و انه في ذلك اليوم اعلن خلع محمد، و دعى له بالخلافة في جميع كور خراسان و ما يليها، و سر اهل خراسان، و خطب بها الخطباء، و انشدت الشعراء، و في ذلك يقول شاعر من اهل خراسان:
اصبحت الامه في غبطه* * * من امر دنياها و من دينها
إذ حفظت عهد امام الهدى* * * خير بنى حواء مامونها
على شفا كانت فلما وفت* * * تخلصت من سوء تحيينها
قامت بحق الله إذ زبرت* * * في ولده كتب دواوينها
الا تراها كيف بعد الردى* * * وفقها الله لتزيينها!
و هي ابيات كثيره
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 411