responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 343

مهموما، فوقفت بين يديه مليا من النهار، و هو على تلك الحال، فلما طال ذلك اقدمت عليه، فقلت: يا سيدي، جعلني الله فداك! ما حالك هكذا، عله فأخبرني بها، فلعله يكون عندي دواؤها، او حادثه في بعض من تحب فذاك ما لا يدفع و لا حيله فيه الا التسليم و الغم، لأدرك فيه، او فتق ورد عليك في ملكك، فلم تخل الملوك من ذلك، و انا اولى من افضيت اليه بالخبر، و تروجت اليه بالمشورة فقال: ويحك يا جبريل! ليس غمى و كربى لشي‌ء مما ذكرت، و لكن لرؤيا رايتها في ليلتي هذه، و قد أفزعتني و ملات صدري، و اقرحت قلبي، قلت: فرجت عنى يا امير المؤمنين، فدنوت منه، فقبلت رجله، و قلت: ا هذا الغم كله لرؤيا! الرؤيا انما تكون من خاطر او بخارات رديئه او من تهاويل السوداء، و انما هي أضغاث أحلام بعد هذا كله قال:

فاقصها عليك، رايت كأني جالس على سريري هذا، إذ بدت من تحتى ذراع اعرفها و كف اعرفها، لا افهم اسم صاحبها، و في الكف تربه حمراء، فقال لي قائل اسمعه و لا ارى شخصه: هذه التربة التي تدفن فيها، فقلت: و اين هذه التربة؟ قال: بطوس و غابت اليد و انقطع الكلام، و انتبهت فقلت:

يا سيدي، هذه و الله رؤيا بعيده ملتبسة، احسبك أخذت مضجعك، ففكرت في خراسان و حروبها و ما قد ورد عليك من انتقاض بعضها قال: قد كان ذاك، قال: قلت: فلذلك الفكر خالطك في منامك ما خالطك، فولد هذه الرؤيا، فلا تحفل بها جعلني الله فداك! و اتبع هذا الغم سرورا، يخرجه من قلبك لا يولد عله قال: فما برحت اطيب نفسه بضروب من الحيل، حتى سلا و انبسط، و امر باعداد ما يشتهيه، و يزيد في ذلك اليوم في لهوه.

و مرت الأيام فنسي، و نسينا تلك الرؤيا، فما خطرت لأحد منا ببال، ثم قدر مسيره الى خراسان حين خرج رافع، فلما صار في بعض الطريق، ابتدأت به العله فلم تزل تتزايد حتى دخلنا طوس، فنزلنا في منزل الجنيد بن‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست