responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 334

و لما صرت من مدينه مرو على منزل، اخترت عده من ثقات اصحابى، و كتبت بتسميه ولد على بن عيسى و كتابه و اهل بيته و غيرهم رقاعا، و دفعت الى كل رجل منهم رقعه باسم من وكلته بحفظه في دخولي، و لم آمن لو قصرت في ذلك و اخرته ان يصيروا عند ظهور الخبر و انتشاره الى التغيب و الانتشار، فعملوا بذلك، و رحلت عن موضعي الى مدينه مرو، فلما صرت منها على ميلين تلقاني على بن عيسى في ولده و اهل بيته و قواده، فلقيته باحسن لقاء، و آنسته، و بلغت من توقيره و تعظيمه و التماس النزول اليه أول ما بصرت به ما ازداد به أنسا و ثقة، الى ما كان ركن اليه قبل ذلك، مما كان يأتيه من كتبي، فإنها لم تنقطع عنه بالتعظيم و الإجلال منى له و الالتماس، لالقاء سوء الظن عنه، لئلا يسبق الى قلبه امر ينتقض به ما دبر امير المؤمنين في امره، و أمرني به في ذلك و كان الله تبارك و تعالى هو المنفرد بكفاية امير المؤمنين الأمر فيه الى ان ضمني و اياه مجلسه، و صرت الى الاكل معه، فلما فرغنا من ذلك بدأني يسألني المصير الى منزل كان ارتاده لي، فاعلمته ما معى من الأمور التي لا تحتمل تاخير المناظرة فيها ثم دفع اليه رجاء الخادم كتاب امير المؤمنين و ابلغه رسالته، فعلم عند ذلك ان قد حل به الأمر الذى جناه على نفسه، و كسبته يداه، من سخط امير المؤمنين، و تغير رايه بخلافه امره و تعديه سيرته ثم صرت الى التوكيل به، و مضيت الى المسجد الجامع، فبسطت آمال الناس ممن حضر، و افتتحت القول بما حملني امير المؤمنين اليهم، و اعلمتهم اعظام امير المؤمنين ما أتاه، و وضح عنده من سوء سيره على، و ما أمرني به فيه و في عماله و أعوانه، و انى بالغ من ذلك و من انصاف العامه و الخاصة و الأخذ لهم بحقوقهم اقصى غايتهم و امرت بقراءة عهدي عليهم، و اعلمتهم ان ذلك مثالي و امامى، و انى به اقتدى، و عليه احتذى، فمتى زلت عن باب واحد من ابوابه فقد ظلمت نفسي، و احللت بها ما يحل بمن خالف‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست