responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 331

اليه حملته إليك أولا فأولا، و صبرت للقتل فيك، إيثارا للوفاء و طلبا لجميل الثناء، و ان استغنيت عنه حبسته عليك حتى ترى فيه رأيك فعجب على منه، و قال: لو اصطنعت مثلك الف رجل ما طمع في السلطان و لا الشيطان ابدا.

ثم ساله عن قيمه ما عنده، فذكر له انه اودعه مالا و ثيابا و مسكا، و انه لا يدرى ما قدر ذلك، غير انه اودعه بخطه، و انه محفوظ لم يشذ منه شي‌ء، فقال له:

دعه، فان ظهر عليه سلمته و نجوت بنفسك، و ان سلمت به رايت فيه رأيي.

و جزاه الخير، و شكر له فعله ذلك احسن شكر، و كافاه عليه و بره و كان يضرب به المثل بوفائه، فذكر انه لم يتستر عن هرثمة من مال على الا ما كان اودعه هذا الرجل- و كان يقال له: العلاء بن ماهان- فاستنظف هرثمة ما وراء ظهورهم حتى حلى نسائهم، فكان الرجل يدخل الى المنزل فيأخذ جميع ما فيه، حتى إذا لم يبق فيه الا صوف او خشب او ما لا قيمه له قال للمرأة:

هاتى ما عليك من الحلى، فتقول للرجل إذا دنا منها لينزع ما عليها: يا هذا، ان كنت محسنا فاصرف بصرك عنى، فو الله لا تركت شيئا من بغيتك على الا دفعته إليك، فان كان الرجل يتحوب من الدنو إليها أجابها الى ذلك حتى ربما نبذت اليه بالخاتم و الخلخال و ما قيمته عشره دراهم، و من كان بخلاف هذه الصفة، قال: لا ارضى حتى افتشك، لا تكونين قد خبات ذهبا او درا او ياقوتا، فيضرب يده الى مغابنها و ارفاغها، فيطلب فيها ما يظن انها قد سترته عنه، حتى إذا ظن انه قد احكم هذا كله وجهه على بعير بلا وطاء تحته، و في عنقه سلسله، و في رجله قيود ثقال ما يقدر معها على نهوض و اعتماد.

فذكر عمن شهد امر هرثمة و امره، ان هرثمة لما فرغ من مطالبه على بن عيسى و ولده و كتابه و عماله باموال امير المؤمنين، أقامهم لمظالم الناس، فكان إذا برد للرجل عليه او على احد من اصحابه حق، قال: اخرج للرجل من حقه، و الا بسطت عليك، فيقول على: اصلح الله الأمير!

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست