responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 330

امر الرشيد و حاله و هيئته و حال خاصته و قواده و انصار دولته، و هرثمة يجيبه، حتى صار الى قنطره لا يجوزها الا فارس، فحبس هرثمة لجام دابته، و قال لعلى: سر على بركة الله، فقال على: لا و الله لا افعل حتى تمضى أنت، فقال: إذا و الله لا امضى، فأنت الأمير و انا الوزير، فمضى و تبعه هرثمة حتى دخلا مرو، و صارا الى منزل على، و رجاء الخادم لا يفارق هرثمة في ليل و لا نهار، و لا ركوب و لا جلوس، فدعا على بالغداء فطمعا، و اكل معهما رجاء الخادم، و كان عازما على الا يأكل معهما، فغمزه هرثمة و قال: كل فإنك جائع، و لا راى لجائع و لا حاقن، فلما رفع الطعام قال له على: قد امرت ان يفرغ لك قصر على الماشان، فان رايت ان تصير اليه فعلت فقال له هرثمة:

ان معى من الأمور ما لا يتحمل تاخير المناظرة فيها، ثم دفع رجاء الخادم كتاب الرشيد الى على، و ابلغه رسالته فلما فض الكتاب فنظر الى أول حرف منه سقط في يده، و علم انه قد حل به ما يخافه و يتوقعه، ثم امر هرثمة بتقييده و تقييد ولده و كتابه و عماله- و كان رحل و معه وقر من قيود و اغلال- فلما استوسق منه صار الى المسجد الجامع، فخطب و بسط من آمال الناس، و اخبر ان امير المؤمنين ولاه ثغورهم لما انتهى اليه من سوء سيره الفاسق على ابن عيسى، و ما امره به فيه و في عماله و أعوانه، و انه بالغ من ذلك و من انصاف العامه و الخاصة، و الأخذ لهم بحقوقهم اقصى مواضع الحق و امر بقراءة عهده عليهم فأظهروا السرور بذلك، و انفسحت آمالهم، و عظم رجاؤهم، و علت بالتكبير و التهليل أصواتهم، و كثر الدعاء لأمير المؤمنين بالبقاء و حسن الجزاء.

ثم انصرف، فدعا بعلى بن عيسى و ولده و عماله و كتابه، فقال: اكفوني مؤنتكم، و اعفونى من الاقدام بالمكروه عليكم و نادى في اصحاب ودائعهم ببراءه الذمة من رجل كانت لعلى عنده وديعة او لأحد من ولده او كتابه او عماله و أخفاها و لم يظهر عليها، فاحضره الناس ما كانوا أودعوا الا رجلا من اهل مرو- و كان من أبناء المجوس- فانه لم يزل يتلطف للوصول الى على بن عيسى حتى صار اليه، فقال له سرا: لك عندي مال، فان احتجت‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست