responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 306

دونك، لان ملكك كان ملكي، و سلطانك كان سلطاني، و الخير و الشر كان فيه على ولى، فكيف يجوز لعبد الملك ان يطمع في ذلك منى! و هل كنت إذا فعلت ذلك به يفعل بي اكثر من فعلك! اعيذك بالله ان تظن بي هذا الظن، و لكنه كان رجلا محتملا، يسرني ان يكون في اهلك مثله، فوليته، لما احمدت من مذهبه، و ملت اليه لادبه و احتماله قال: فلما أتاه الرسول بهذا اعاد اليه، فقال: ان أنت لم تقر عليه قتلت الفضل ابنك، فقال له:

أنت مسلط علينا فافعل ما اردت، على انه ان كان من هذا الأمر شي‌ء فالذنب فيه لي، فبم يدخل الفضل في ذلك! فقال الرسول للفضل:

قم، فانه لا بد لي من انفاذ امر امير المؤمنين فيك، فلم يشك انه قاتله، فودع أباه، و قال له: ا لست راضيا عنى؟ قال: بلى، فرضى الله عنك ففرق بينهما ثلاثة ايام، فلما لم يجد عنده من ذلك شيئا جمعهما كما كانا.

و كان يأتيهم منه اغلظ رسائل، لما كان اعداؤهم يقرفونهم به عنده، فلما أخذ مسرور بيد الفضل كما اعلمه، بلغ من يحيى، فاخرج ما في نفسه، فقال له: قل له: يقتل ابنك مثله قال مسرور: فلما سكن عن الرشيد الغضب، قال: كيف قال؟ فأعدت عليه القول، قال: قد خفت و الله قوله، لأنه قلما قال لي شيئا الا رايت تاويله.

و قيل: بينما الرشيد يسير و في موكبه عبد الملك بن صالح، إذ هتف به هاتف و هو يساير عبد الملك، فقال: يا امير المؤمنين، طأطئ من اشرافه و قصر من عنانه، و اشدد من شكائمه، و الا افسد عليك ناحيته فالتفت الى عبد الملك، فقال: ما يقول هذا يا عبد الملك؟ فقال عبد الملك: مقال باغ و دسيس حاسد، فقال له هارون: صدقت، نقص القوم ففضلتهم، و تخلفوا و تقدمتهم، حتى برز شاوك، فقصر عنه غيرك، ففي صدورهم جمرات التخلف، و حزازات النقص فقال عبد الملك: لا اطفاها الله و أضرمها عليهم حتى تورثهم كمدا دائما ابدا

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست