نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 304
و خصما قال: و لم؟ قال: لان اوله جرى على غير السنه، فانا اخاف آخره.
قال: و ما ذاك؟ قال: لم ترد على السلام، انصف نصفه العوام قال:
السلام عليكم، اقتداء بالسنه، و إيثارا للعدل، و استعمالا للتحية ثم التفت نحو سليمان بن ابى جعفر، فقال و هو يخاطب بكلامه عبد الملك:
اريد حياته و يريد قتلى البيت
.
ثم قال: اما و الله لكأني انظر الى شؤبوبها قد همع، و عارضها قد لمع، و كأني بالوعيد قد اورى نارا تسطع، فاقلع عن براجم بلا معاصم و رءوس بلا غلاصم، فمهلا، فبي و الله سهل لكم الوعر، و صفا لكم الكدر، و القت إليكم الأمور أثناء أزمتها، فنذار لكم نذار، قبل حلول داهيه خبوط باليد، لبوط بالرجل فقال عبد الملك: اتق الله يا امير المؤمنين فيما ولاك، و في رعيته التي استرعاك، و لا تجعل الكفر مكان الشكر، و لا العقاب موضع الثواب، فقد نخلت لك النصيحه، و محضت لك الطاعة، و شددت اواخى ملكك باثقل من ركني يلملم، و تركت عدوك مشتغلا.
فالله الله في ذي رحمك ان تقطعه، بعد ان بللته بظن افصح الكتاب لي بعضه، او ببغى باغ ينهس اللحم، و يالغ الدم، فقد و الله سهلت لك الوعور، و ذللت لك الأمور، و جمعت على طاعتك القلوب في الصدور، فكم من ليل تمام فيك كابدته، و مقام ضيق قمته، كنت كما قال أخو بنى جعفر بن كلاب:
و مقام ضيق فرجته* * * ببنانى و لساني و جدل
لو يقوم الفيل او فياله* * * زل عن مثل مقامى و زحل
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 304