نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 299
و قال محمد بن إسحاق: لما قتل الرشيد جعفر بن يحيى، قيل ليحيى بن خالد: قتل امير المؤمنين ابنك جعفرا، قال: كذلك يقتل ابنه، قال:
فقيل له: خربت ديارك، قال: كذلك تخرب دورهم و ذكر الكرماني ان بشارا التركى حدثه ان الرشيد خرج الى الصيد و هو بالعمر في اليوم الذى قتل جعفرا في آخره، فكان ذلك اليوم يوم جمعه، و جعفر ابن يحيى معه قد خلا به دون ولاه العهد، و هو يسير معه، و قد وضع يده على عاتقه، و قبل ذلك ما غلفه بالغالية بيد نفسه، و لم يزل معه ما يفارقه حتى انصرف مع المغرب، فلما اراد الدخول ضمه اليه، و قال له: لو لا انى على الجلوس الليلة مع النساء لم افارقك، فاقم أنت في منزلك، و اشرب أيضا و اطرب، لتكون أنت في مثل حالي، فقال: لا و الله ما اشتهى ذلك الا معك، فقال له:
بحياتى لما شربت، فانصرف عنه الى منزله، فلم تزل رسل الرشيد عنده ساعه بعد ساعه تأتيه بالانفال و الابخره و الرياحين، حتى ذهب الليل ثم بعث اليه مسرورا فحبس عنده، و امر بقتله و حبس الفضل و محمد و موسى، و وكل سلاما الابرش بباب يحيى بن خالد، و لم يعرض لمحمد بن خالد و لا لأحد من ولده و حشمه.
قال: فحدثني العباس بن بزيع عن سلام، قال: لما دخلت على يحيى في ذلك الوقت- و قد هتكت الستور و جمع المتاع- قال لي: يا أبا سلمه، هكذا تقوم الساعة! قال سلام: فحدثت بذلك الرشيد بعد ما انصرفت اليه، فاطرق مفكرا.
قال و حدثنى أيوب بن هارون بن سليمان بن على، قال: كان سكنى الى يحيى، فلما نزلوا الأنبار خرجت اليه فانا معه في تلك العشية التي كان آخر امره، و قد صار الى امير المؤمنين في حراقته، فدخل اليه من باب صاحب الخاصة، فكلمه في حوائج الناس و غيرها من اصلاح الثغور و غزو البحر، ثم خرج، فقال للناس: قد امر امير المؤمنين بقضاء حوائجكم، و بعث الى
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 299