responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 264

بقربه، و امتن على بتقبيل يده، و ردني الى خدمته، فو الله ان كنت لأذكر غيبتي عنه و مخرجي، و المقادير التي أزعجتني، فاعلم انها كانت بمعاص لحقتني و خطايا أحاطت بي، و لو طال مقامى عنك يا امير المؤمنين- جعلني الله فداك- لخفت ان يذهب عقلي إشفاقا على قربك، و أسفا على فراقك، و ان يعجل بي عن اذنك الاشتياق الى رؤيتك، و الحمد لله الذى عصمنى في حال الغيبه، و امتعنى بالعافية، و عرفني الإجابة و مسكنى بالطاعة، و حال بيني و بين استعمال المعصية، فلم اشخص الا عن رأيك، و لم اقدم الا عن اذنك و امرك، و لم يخترمنى اجل دونك و الله يا امير المؤمنين- و لا اعظم من اليمين بالله- لقد عاينت ما لو تعرض لي الدنيا كلها لاخترت عليها قربك، و لما رايتها عوضا من المقام معك ثم قال له بعقب هذا الكلام في هذا المقام: ان الله يا امير المؤمنين- لم يزل يبليك في خلافتك بقدر ما يعلم من نيتك، و يريك في رعيتك غاية امنيتك، فيصلح لك جماعتهم، و يجمع ألفتهم، و يلم شعثهم، حفظا لك فيهم، و رحمه لهم، و انما هذا للتمسك بطاعتك، و الاعتصام بحبل مرضاتك، و الله المحمود على ذلك و هو مستحقه و فارقت يا امير المؤمنين اهل كور الشام و هم منقادون لأمرك، نادمون على ما فرط من معصيتهم لك، متمسكون بحبلك، نازلون على حكمك، طالبون لعفوك، واثقون بحلمك، مؤملون فضلك، آمنون بادرتك، حالهم في ائتلافهم كحالهم كانت في اختلافهم، و حالهم في ألفتهم كحالهم كانت في امتناعهم، و عفو امير المؤمنين عنهم و تغمده لهم سابق لمعذرتهم، وصله امير المؤمنين لهم، و عطفه عليهم متقدم عنده لمسألتهم.

و ايم الله يا امير المؤمنين لئن كنت قد شخصت عنهم، و قد اخمد الله شرارهم و أطفأ نارهم، و نفى مراقهم، و اصلح دهماءهم، و أولاني الجميل فيهم، و رزقني الانتصار منهم، فما ذلك كله الا ببركتك و يمنك، و ريحك و دوام دولتك السعيده الميمونه الدائمة، و تخوفهم منك، و رجائهم لك و الله يا امير

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست