responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 207

في قضاء حوائجهم عنده، قال: و كانت تريد ان تغلب على امره كما غلبت على امر المهدى، فكان يمنعها من ذلك و يقول: ما للنساء و الكلام في امر الرجال! فلما كثر عليه مصير من يصير إليها من قواده، قال يوما و قد جمعهم:

أيما خير؟ انا او أنتم؟ قالوا: بل أنت يا امير المؤمنين، قال: فأيما خير، أمي او أمهاتكم؟ قالوا: بل أمك يا امير المؤمنين، قال: فأيكم يحب ان يتحدث الرجال بخبر أمه، فيقولوا: فعلت أم فلان، و صنعت أم فلان، و قالت أم فلان؟ قالوا: ما احد منا يحب ذلك، قال: فما بال الرجال يأتون أمي فيتحدثون بحديثها! فلما سمعوا ذلك انقطعوا عنها البته، فشق ذلك عليها فاعتزلته، و حلفت الا تكلمه، فما دخلت عليه حتى حضرته الوفاة.

ذكر الخبر عما كان من خلع الهادي للرشيد

و كان السبب في اراده موسى الهادي خلع أخيه هارون حتى اشتد عليه في ذلك وجد- فيما ذكر صالح بن سليمان- ان الهادي لما افضت اليه الخلافه اقر يحيى بن خالد على ما كان يلى هارون من عمل المغرب، فاراد الهادي خلع هارون الرشيد و البيعه لابنه جعفر بن موسى الهادي، و تابعه على ذلك القواد، منهم يزيد بن مزيد و عبد الله بن مالك و على بن عيسى و من اشبههم، فخلعوا هارون، و بايعوا لجعفر بن موسى، و دسوا الى الشيعة، فتكلموا في امره، و تنقصوه في مجلس الجماعه، و قالوا: لا نرضى به، و صعب امرهم حتى ظهر، و امر الهادي الا يسار قدام الرشيد بحربه، فاجتنبه الناس و تركوه، فلم يكن احد يجترئ ان يسلم عليه و لا يقربه.

و كان يحيى بن خالد يقوم بانزال الرشيد و لا يفارقه هو و ولده- فيما ذكر.

قال صالح: و كان اسماعيل بن صبيح كاتب يحيى بن خالد، فأحب ان يضعه موضعا يستعلم له فيه الاخبار، و كان ابراهيم الحراني في موضع الوزارة لموسى، فاستكتب اسماعيل، و رفع الخبر الى الهادي، و بلغ ذلك يحيى بن خالد، فامر اسماعيل ان يشخص الى حران، فسار إليها، فلما كان بعد اشهر سال‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست