نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 156
كانت للسعايه بال على و لم يزل امره يرتفع عند المهدى و يعلو حتى استوزره، و فوض اليه امر الخلافه، فأرسل الى الزيدية، فاتى بهم من كل أوب، و ولاهم من امور الخلافه في المشرق و المغرب كل جليل و عمل نفيس، و الدنيا كلها في يديه، و لذلك يقول بشار بن برد:
بنى اميه هبوا طال نومكم* * * ان الخليفة يعقوب بن داود
ضاعت خلافتكم يا قوم فاطلبوا* * * خليفه الله بين الدف و العود
قال: فحسده موالي المهدى، فسعوا عليه.
و مما حظى به يعقوب عند المهدى، انه استامنه للحسن بن ابراهيم بن عبد الله، و دخل بينه و بينه حتى جمع بينهما بمكة قال: و لما علم آل الحسن بن على بصنيعه استوحشوا منه، و علم يعقوب انه ان كانت لهم دوله لم يعش فيها، و علم ان المهدى لا يناظره لكثرة السعاية به اليه، فمال يعقوب الى إسحاق بن الفضل، و اقبل يربص له الأمور و اقبلت السعايات ترد على المهدى بإسحاق حتى قيل له: ان المشرق و المغرب في يد يعقوب و اصحابه، و قد كاتبهم، و انما يكفيه ان يكتب اليهم فيثوروا في يوم واحد على ميعاد، فيأخذوا الدنيا لإسحاق بن الفضل، فكان ذلك قد ملا قلب المهدى عليه.
قال على بن محمد النوفلي: فذكر لي بعض خدم المهدى انه كان قائما على راسه يوما يذب عنه، إذ دخل يعقوب، فجثا بين يديه، فقال:
يا امير المؤمنين، قد عرفت اضطراب امر مصر، و أمرتني ان التمس لها رجلا يجمع امرها، فلم أزل ارتاد حتى اصبت لها رجلا يصلح لذلك قال: و من هو؟
قال: ابن عمك إسحاق بن الفضل، فراى يعقوب في وجهه التغير، فنهض فخرج، و اتبعه المهدى طرفه، ثم قال: قتلني الله ان لم اقتلك! ثم رفع راسه الى و قال: اكتم على ويلك! قال: و لم يزل مواليه يحرضونه عليه و يوحشونه منه، حتى عزم على ازاله النعمه عنه
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 156