نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 131
منهم في زمانه، لعلمهم بزياد و ابى زياد و أمه من اهل الرضا و الفضل و الورع و العلم، و لم يدع معاويه الى ذلك ورع و لا هدى، و لا اتباع سنه هاديه، و لا قدوه من ائمه الحق ماضيه، الا الرغبة في هلاك دينه و آخرته، و التصميم على مخالفه الكتاب و السنه و العجب بزياد في جلده و نفاذه، و ما رجا من معونته و موازرته اياه على باطل ما كان يركن اليه في سيرته و آثاره و اعماله الخبيثة.
[و قد قال رسول الله ص: الولد للفراش و للعاهر الحجر،] [و قال:
من ادعى الى غير ابيه او انتمى الى غير مواليه فعليه لعنه الله و الملائكة و الناس اجمعين لا يقبل الله منه لا صرفا و لا عدلا].
و لعمري ما ولد زياد في حجر ابى سفيان و لا على فراشه، و لا كان عبيد عبدا لأبي سفيان، و لا سميه أمه له، و لا كانا في ملكه، و لا صارا اليه لسبب من الأسباب و لقد قال معاويه فيما يعلمه اهل الحفظ للأحاديث عند كلام نصر بن الحجاج بن علاط السلمى و من كان معه من موالي بنى المغيره المخزوميين و ارادتهم استلحاقه و اثبات دعوته، و قد اعد لهم معاويه حجرا تحت بعض فرشه فالقاه اليهم، فقالوا له: نسوغ لك ما فعلت في زياد، و لا تسوغ لنا ما فعلنا في صاحبنا، فقال: قضاء رسول الله(ص)خير لكم من قضاء معاويه فخالف معاويه بقضائه في زياد و استلحاقه اياه و ما صنع فيه و اقدم عليه، امر الله جل و عز و قضاء رسول الله(ص)و اتبع في ذلك هواه رغبه عن الحق و مجانبه له، و قد قال الله عز و جل:
«وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ»، و قال لداود(ص)و قد آتاه الحكم و النبوه و المال و الخلافه: «يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ» الآية الى آخرها.
فأمير المؤمنين يسال الله ان يعصم له نفسه و دينه، و ان يعيذه من غلبه الهوى، و يوفقه في جميع الأمور لما يحب و يرضى، انه سميع قريب
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 131