responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 111

نحن نسير، إذا رجل خفى الشخص في طمرين، و نحن بعد في غلس، قد جاء فدخل بين اعناق دابتينا، ثم اقبل علينا، فقال: مات و الله الرجل! ثم خفى عنا، فمضينا نحن حتى أتينا العسكر، فدخلنا السرادق الذى كنا نجلس فيه في كل يوم، فإذا بموسى بن المهدى قد صدر عند عمود السرادق، و إذا القاسم بن منصور في ناحيه السرادق- و قد كان حين لقينا المنصور بذات عرق، إذا ركب المنصور بعيره جاء القاسم فسار بين يديه بينه و بين صاحب الشرطه، و يؤمر الناس ان يرفعوا القصص اليه- قال: فلما رايته في ناحيه السرادق و رايت موسى مصدرا، علمت ان المنصور قد مات قال: فبينا انا جالس إذ اقبل الحسن بن زيد، فجلس الى جنبي، فصارت فخذه على فخذي، و جاء الناس حتى ملئوا السرادق، و فيهم ابن عياش المنتوف، فبينا نحن كذلك، إذ سمعنا همسا من بكاء، فقال لي الحسن: ا ترى الرجل مات! قلت:

لا احسب ذلك، و لكن لعله ثقيل، او اصابته غشيه، فما راعنا الا بابى العنبر الخادم الأسود خادم المنصور، قد خرج علينا مشقوق الأقبية من بين يديه و من خلفه، و على راسه التراب، فصاح: وا امير المؤمنيناه! فما بقي في السرادق احد الا قام على رجليه، ثم اهووا نحو مضارب ابى جعفر يريدون الدخول، فمنعهم الخدم، و دفعوا في صدورهم و قال ابن عياش المنتوف:

سبحان الله! أ ما شهدتم موت خليفه قط! اجلسوا رحمكم الله فجلس الناس، و قام القاسم فشق ثيابه، و وضع التراب على راسه، و موسى جالس على حاله.

و كان صبيا رطبا ما يتحلحل.

ثم خرج الربيع، و في يده قرطاس، فالقى اسفله على الارض، و تناول طرفه، ثم قرأ:

بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله المنصور امير المؤمنين الى من خلف بعده من بنى هاشم و شيعته من اهل خراسان و عامه المسلمين- ثم القى القرطاس من يده، و بكى و بكى الناس، فاخذ القرطاس، و قال: قد امكنكم البكاء، و لكن هذا عهد عهده امير المؤمنين، لا بد من ان نقرأه عليكم، فأنصتوا رحمكم الله، فسكت الناس، ثم رجع الى القراءة- اما بعد:

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست