responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 5  صفحه : 99

جيشا كثيفا، عليهم رجل حازم صارم تامنه و تثق به، فيأتي مصر حتى يدخلها فانه سيأتيه من كان من أهلها على رأينا فيظاهره على من بها من عدونا، فإذا اجتمع بها جندك و من بها من شيعتك على من بها من اهل حربك، رجوت ان يعين الله بنصرك، و يظهر فلجك قال له معاويه:

هل عندك شي‌ء دون هذا يعمل به فيما بيننا و بينهم؟ قال: ما اعلمه، قال:

بلى، فان غير هذا عندي، ارى ان نكاتب من بها من شيعتنا، و من بها من اهل عدونا، فاما شيعتنا فأمرهم بالثبات على امرهم، ثم امنيهم قدومنا عليهم، و اما من بها من عدونا فندعوهم الى صلحنا، و نمنيهم شكرنا، و نخوفهم حربنا، فان صلح لنا ما قبلهم بغير قتال فذاك ما أحببنا، و الا كان حربهم من وراء ذلك كله انك يا بن العاص امرؤ بورك لك في العجله، و انا امرؤ بورك لي في التوؤده، قال: فاعمل بما أراك الله، فو الله ما ارى امرك و امرهم يصير الا الى الحرب العوان قال: فكتب معاويه عند ذلك الى مسلمه بن مخلد الأنصاري و الى معاويه بن خديج الكندى- و كانا قد خالفا عليا: بسم الله الرحمن الرحيم، اما بعد، فان الله قد ابتعثكما لامر عظيم اعظم به اجركما، و رفع به ذكركما، و زينكما به في المسلمين، طلبكما بدم الخليفة المظلوم، و غضبكما لله إذ ترك حكم الكتاب، و جاهدتما اهل البغى و العدوان، فابشروا برضوان الله، و عاجل نصر أولياء الله، و المواساه لكما في الدنيا و سلطاننا حتى ينتهى في ذلك ما يرضيكما، و نودى به حقكما الى ما يصير امر كما اليه فاصبروا و صابروا عدوكما، و ادعوا المدبر الى هداكما و حفظكما، فان الجيش قد أضل عليكما، فانقشع كل ما تكرهان، و كان كل ما تهويان، و السلام عليكما.

و كتب هذا الكتاب و بعث به مع مولى له يقال له سبيع.

فخرج الرسول بكتابه حتى قدم عليهما مصر و محمد بن ابى بكر أميرها، و قد ناصب هؤلاء الحرب بها، و هو غير متخون بها يوم الاقدام عليه فدفع كتابه الى مسلمه بن مخلد و كتاب معاويه بن حديج، فقال مسلمه: امض بكتاب معاويه اليه حتى يقرأه، ثم القنى به حتى اجيبه عنى و عنه، فانطلق‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 5  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست