responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 5  صفحه : 100

الرسول بكتاب معاويه بن حديج اليه، فاقراه اياه، فلما قراه قال: ان مسلمه ابن مخلد قد أمرني ان اراد اليه الكتاب إذا قراته لكي يجيب معاويه عنك و عنه قال: قل له فليفعل، و دفع اليه الكتاب، فأتاه ثم كتب مسلمه عن نفسه و عن معاويه بن حديج: اما بعد، فان هذا الأمر الذى بذلنا له نفسنا، و اتبعنا امر الله فيه، امر نرجو به ثواب ربنا، و النصر ممن خالفنا، و تعجيل النقمه لمن سعى على امامنا، و طأطأ الركض في جهادنا، و نحن بهذا الحيز من الارض قد نفينا من كان به من اهل البغى، و أنهضنا من كان به من اهل القسط و العدل، و قد ذكرت المواساه في سلطانك و دنياك، و بالله ان ذلك لامر ما له نهضنا، و لا اياه أردنا، فان يجمع الله لنا ما نطلب، و يؤتنا ما تمنينا، فان الدنيا و الآخرة لله رب العالمين، و قد يؤتيهما الله معا عالما من خلقه، كما قال في كتابه، و لا خلف لموعوده، قال: «فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَ حُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ‌»، عجل علينا خيلك و رجلك، فان عدونا قد كان علينا حربا، و كنا فيهم قليلا، فقد أصبحوا لنا هائبين، و أصبحنا لهم مقرنين، فان يأتنا الله بمدد من قبلك يفتح الله عليكم، و لا حول و لا قوه الا بالله، و حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ، و السلام عليك قال: فجاءه هذا الكتاب و هو يومئذ بفلسطين، فدعا النفر الذين سماهم في الكتاب فقال: ما ذا ترون؟ قالوا: الرأي ان تبعث جندا من قبلك، فإنك تفتتحها باذن الله قال معاويه: فتجهز يا أبا عبد الله إليها- يعنى عمرو بن العاص- قال: فبعثه في سته آلاف رجل، و خرج معاويه و ودعه و قال له عند وداعه اياه: اوصيك يا عمرو بتقوى الله و الرفق فانه يمن، و بالمهل و التوؤده، فان العجله من الشيطان، و بان تقبل ممن اقبل، و ان تعفو عمن ادبر، فان قبل فبها و نعمت، و ان ابى فان السطوة بعد المعذرة ابلغ في الحجه، و احسن في العاقبه، و ادع الناس الى الصلح و الجماعه،

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 5  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست