نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 4 صفحه : 572
و نحتج عليك، و هذه اخرى قد فعلتموها، قد حلتم بين الناس و بين الماء، و الناس غير منتهين او يشربوا، فابعث الى أصحابك فليخلوا بين الناس و بين الماء، و يكفوا حتى ننظر فيما بيننا و بينكم، و فيما قدمنا له و قدمتم له، و ان كان اعجب إليك ان نترك ما جئنا له، و نترك الناس يقتتلون على الماء حتى يكون الغالب هو الشارب] فعلنا فقال معاويه لأصحابه: ما ترون؟ فقال الوليد ابن عقبه: امنعهم الماء كما منعوه عثمان بن عفان رضى الله عنه، حصروه اربعين صباحا يمنعونه برد الماء، و لين الطعام، اقتلهم عطشا، قتلهم الله عطشا! فقال له عمرو بن العاص: خل بينهم و بين الماء، فان القوم لن يعطشوا و أنت ريان، و لكن بغير الماء، فانظر ما بينك و بينهم.
فاعاد الوليد بن عقبه مقالته، و قال عبد الله بن ابى سرح: امنعهم الماء الى الليل، فإنهم ان لم يقدروا عليه رجعوا، و لو قد رجعوا كان رجوعهم فلا، امنعهم الماء منعهم الله يوم القيامه! فقال صعصعة: انما يمنعه الله عز و جل يوم القيامه الكفره الفسقه و شربه الخمر، ضربك و ضرب هذا الفاسق- يعنى الوليد بن عقبه- قال: فتواثبوا اليه يشتمونه و يتهددونه، فقال معاويه:
كفوا عن الرجل فانه رسول.
قال ابو مخنف: و حدثنى يوسف بن يزيد، عن عبد الله بن عوف بن الأحمر، ان صعصعة رجع إلينا فحدثنا عما قال لمعاوية، و ما كان منه و ما رد، فقلنا: فما رد عليك؟ فقال: لما اردت الانصراف من عنده قلت:
ما ترد على؟ قال معاويه: سيأتيكم رأيي، فو الله ما راعنا الا تسريته الخيل الى ابى الأعور ليكفهم عن الماء قال: فابرزنا على اليهم، فارتمينا ثم أطعنا، ثم اضطربنا بالسيوف، فنصرنا عليهم، فصار الماء في أيدينا، فقلنا لا و الله لا نسقيهموه، فأرسل إلينا على: [ان خذوا من الماء حاجتكم، و ارجعوا الى عسكركم، و خلوا عنهم، فان الله عز و جل قد نصركم عليهم بظلمهم و بغيهم]
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 4 صفحه : 572