نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 4 صفحه : 181
ان يصيبوا منها شيئا، فيخفروا فتم اهل سجستان على الخراج و المسلمون على الإعطاء، فكانت سجستان اعظم من خراسان، و ابعد فروجا، يقاتلون القندهار و الترك و امما كثيره، و كانت فيما بين السند الى نهر بلخ بحياله، فلم تزل اعظم البلدين، و اصعب الفرجين، و أكثرهما عددا و جندا، حتى زمان معاويه، فهرب الشاه من أخيه- و اسم أخي الشاه يومئذ رتبيل- الى بلد فيها يدعى آمل، و دانوا لسلم بن زياد، و هو يومئذ على سجستان، ففرح بذلك و عقد لهم، و انزلهم بتلك البلاد، و كتب الى معاويه بذلك يرى انه قد فتح عليه فقال معاويه: ان ابن أخي ليفرح بأمر انه ليحزنني و ينبغى له ان يحزنه، قالوا: و لم يا امير المؤمنين؟ قال: لان آمل بلده بينها و بين زرنج صعوبة و تضايق، و هؤلاء قوم نكر غدر، فيضطرب الحبل غدا، فأهون ما يجيء منهم ان يغلبوا على بلاد آمل بأسرها و تم لهم على عهد ابن زياد، فلما وقعت الفتنة بعد معاويه كفر الشاه، و غلب على آمل، و خاف رتبيل الشاه فاعتصم منه بمكانه الذى هو به اليوم، و لم يرضه ذلك حين تشاغل الناس عنه حتى طمع في زرنج، فغزاها فحصرهم حتى اتتهم الامداد من البصره، فصار رتبيل و الذين جاءوا معه، فنزلوا تلك البلاد شجا لم ينتزع الى اليوم، و قد كانت تلك البلاد مذلله الى ان مات معاويه
فتح مكران
قالوا: و قصد الحكم بن عمرو التغلبى لمكران، حتى انتهى إليها، و لحق به شهاب بن المخارق بن شهاب، فانضم اليه، و امده سهيل بن عدى، و عبد الله بن عبد الله بن عتبان بأنفسهما، فانتهوا الى دوين النهر، و قد انفض اهل مكران اليه حتى نزلوا على شاطئه، فعسكروا، و عبر اليهم راسل ملكهم ملك السند، فازدلف بهم مستقبل المسلمين.
فالتقوا فاقتتلوا بمكان من مكران من النهر على ايام، بعد ما كان
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 4 صفحه : 181