responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 4  صفحه : 132

و ليتأهب للنهوض، فإذا كبرت الثالثه، فانى حامل ان شاء الله فاحملوا معا اللهم أعز دينك، و انصر عبادك، و اجعل النعمان أول شهيد اليوم على اعزاز دينك و نصر عبادك! فلما فرغ النعمان من التقدم الى اهل المواقف، و قضى اليهم امره، رجع الى موقفه، فكبر الاولى و الثانيه و الثالثه، و الناس سامعون مطيعون مستعدون للمناهضه، ينحى بعضهم بعضا عن سننهم، و حمل النعمان و حمل الناس، و رايه النعمان تنقض نحوهم انقضاض العقاب، و النعمان معلم ببياض القباء و القلنسوة، فاقتتلوا بالسيوف قتالا شديدا لم يسمع السامعون بوقعه يوم قط كانت أشد قتالا منها، فقتلوا فيها من اهل فارس فيما بين الزوال و الاعتام ما طبق ارض المعركة دما يزلق الناس و الدواب فيه، و اصيب فرسان من فرسان المسلمين في الزلق في الدماء، فزلق فرس النعمان في الدماء فصرعه، و اصيب النعمان حين زلق به فرسه، و صرع و تناول الراية نعيم بن مقرن قبل ان تقع، و سجى النعمان بثوب، و اتى حذيفة بالراية فدفعها اليه، و كان اللواء مع حذيفة، فجعل حذيفة نعيم بن مقرن مكانه، و اتى المكان الذى كان فيه النعمان فأقام اللواء، و قال له المغيره: اكتموا مصاب اميركم حتى ننظر ما يصنع الله فينا و فيهم، لكيلا يهن الناس، و اقتتلوا حتى إذا اظلهم الليل انكشف المشركون و ذهبوا، و المسلمون ملظون بهم متلبسون، فعمى عليهم قصدهم، فتركوه و أخذوا نحو اللهب الذى كانوا نزلوا دونه باسبيذهان، فوقعوا فيه، و جعلوا لا يهوى منهم احد الا قال: وايه خرد، فسمى بذلك وايه خرد الى اليوم، فمات فيه منهم مائه الف او يزيدون، سوى من قتل في المعركة منهم اعدادهم لم يفلت الا الشريد، و نجا الفيرزان بين الصرعى في المعركة، فهرب نحو همدان في ذلك الشريد، فاتبعه نعيم بن مقرن، و قدم القعقاع قدامه فادركه حين انتهى الى ثنية همدان، و الثنية مشحونه من بغال و حمير موقره عسلا، فحبسه الدواب‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 4  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست