responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 4  صفحه : 130

المنابذة، و ترك التطويل؟

فتكلم عمرو بن ثبى- و كان اكبر الناس يومئذ سنا، و كانوا انما يتكلمون على الأسنان- فقال: التحصن عليهم أشد من المطاوله عليكم، فدعهم و لا تحرجهم و طاولهم، و قاتل من أتاك منهم، فردوا عليه جميعا رايه.

و قالوا: انا على يقين من انجاز ربنا موعده لنا.

و تكلم عمرو بن معديكرب، فقال: ناهدهم و كاثرهم و لا تخفهم.

فردوا عليه جميعا رايه، و قالوا: انما تناطح بنا الجدران، و الجدران لهم اعوان علينا.

و تكلم طليحة فقال: قد قالا و لم يصيبا ما أرادا، و اما انا فأرى ان تبعث خيلا مؤديه، فيحدقوا بهم، ثم يرموا لينشبوا القتال، و يحمشوهم، فإذا استحمشوا و اختلطوا بهم و أرادوا الخروج ارزوا إلينا استطرادا، فانا لم نستطرد لهم في طول ما قاتلناهم، و انا إذا فعلنا ذلك و رأوا ذلك منا طمعوا في هزيمتنا و لم يشكوا فيها، فخرجوا فجادونا و جاددناهم، حتى يقضى الله فيهم و فينا ما أحب.

فامر النعمان القعقاع بن عمرو- و كان على المجرده- ففعل، و انشب القتال بعد احتجاز من العجم، فانغضهم فلما خرجوا نكص، ثم نكص، ثم نكص، و اغتنمها الأعاجم، ففعلوا كما ظن طليحة و قالوا: هي هي، فخرجوا فلم يبق احد الا من يقوم لهم على الأبواب، و جعلوا يركبونهم حتى أرز القعقاع الى الناس، و انقطع القوم عن حصنهم بعض الانقطاع، و النعمان ابن مقرن و المسلمون على تعبيتهم في يوم جمعه في صدر النهار، و قد عهد النعمان الى الناس عهده، و امرهم ان يلزموا الارض و لا يقاتلوهم حتى يأذن لهم، ففعلوا و استتروا بالحجف من الرمى، و اقبل المشركون عليهم يرمونهم حتى أفشوا فيهم الجراحات، و شكا بعض الناس ذلك الى بعض، ثم قالوا للنعمان: الا ترى ما نحن فيه! الا ترى الى ما لقى الناس، فما تنتظر بهم!

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 4  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست