responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 3  صفحه : 600

يتواصون فيما بينهم، و يقولون: تمسكوا فإنهم حفاه، فإذا أصابهم البرد تقطعت اقدامهم مع ما يأكلون و يشربون، فكانت الروم تراجع، و قد سقطت اقدام بعضهم في خفافهم، و ان المسلمين في النعال ما اصيب اصبع احد منهم، حتى إذا انخنس الشتاء، قام فيهم شيخ لهم يدعوهم الى مصالحه المسلمين قالوا: كيف و الملك في سلطانه و عزه، ليس بيننا و بينهم شي‌ء! فتركهم، و قام فيهم آخر فقال: ذهب الشتاء، و انقطع الرجاء، فما تنتظرون؟

فقالوا: البرسام، فإنما يسكن في الشتاء و يظهر في الصيف، فقال: ان هؤلاء قوم يعانون، و لان تاتوهم بعهد و ميثاق، خير من ان تؤخذوا عنوه، اجيبونى محمودين قبل ان تجيبوني مذمومين! فقالوا: شيخ خرف، و لا علم له بالحرب.

و عن اشياخ من غسان و بلقين، قالوا: أثاب الله المسلمين على صبرهم ايام حمص ان زلزل باهل حمص، و ذلك ان المسلمين ناهدوهم، فكبروا تكبيره زلزلت معها الروم في المدينة، و تصدعت الحيطان، ففزعوا الى رؤسائهم و ذوى رأيهم، فقالوا: الا ترون الى عذاب الله! فاجابوهم: لا يطلب الصلح غيركم، فاشرفوا فنادوا: الصلح الصلح! و لا يشعر المسلمون بما حدث فيهم، فاجابوهم و قبلوا منهم على انصاف دورهم، و على ان يترك المسلمون اموال الروم و بنيانهم، لا ينزلونه عليهم، فتركوه لهم، فصالح بعضهم على صلح دمشق على دينار و طعام، على كل جريب ابدا ايسروا او اعسروا و صالح بعضهم على قدر طاقته، ان زاد ماله زيد عليه، و ان نقص نقص، و كذلك كان صلح دمشق و الأردن، بعضهم على شي‌ء ان ايسروا و ان اعسروا، و بعضهم على قدر طاقته، و ولوا معاملة ما جلا ملوكهم عنه.

و بعث ابو عبيده السمط بن الأسود في بنى معاويه، و الاشعث بن مئناس في السكون، معه ابن عابس، و المقداد في بلى، و بلالا و خالدا في الجيش، و الصباح‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 3  صفحه : 600
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست