نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 2 صفحه : 257
و ملكه قومه عليهم.
و اما ابن إسحاق، فانه ذكر ان رزاحا أجاب قصيا الى ما دعاه اليه من نصرته، و خرج الى مكة مع اخوته الثلاثة، و من تبعه لذلك من قضاعه في حاج العرب، و هم مجمعون لنصر قصى، و القيام معه، قال: و خزاعة تزعم ان حليل بن حبشية اوصى بذلك قصيا، و امره به حين انتشر له من ابنته من الأولاد ما انتشر، و قال: أنت اولى بالكعبه و القيام عليها، و بأمر مكة من خزاعة، فعند ذلك طلب قصى ما طلب.
فلما اجتمع الناس بمكة و خرجوا الى الموقف، و فرغوا من الحج و نزلوا منى، و قصى مجمع لما اجمع له، و من تبعه من قومه من قريش و بنى كنانه و من معه من قضاعه، و لم يبق الا ان ينفروا للصدر، و كانت صوفه تدفع بالناس من عرفه، و تجيزهم إذا نفروا من منى، إذا كان يوم النفر أتوا لرمي الجمار- و رجل من صوفه يرمى للناس، لا يرمون حتى يرمى- فكان ذوو الحاجات المعجلون يأتونه، فيقولون له: قم فارم حتى نرمي معك، فيقول: لا و الله حتى تميل الشمس، فيظل ذوو الحاجات الذين يحبون التعجيل، يرمونه بالحجارة و يستعجلونه بذلك، و يقولون: ويلك قم فارم! فيأبى عليهم، حتى إذا مالت الشمس قام فرمى و رمى الناس معه.
حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمه، عن ابن إسحاق، هذا الحديث، عن
9
يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن ابيه عباد
3
. فإذا فرغوا من رمى الجمار، و أرادوا النفر من منى، أخذت صوفه بناحيتى العقبه، فحبسوا الناس، و قالوا: اجيزى صوفه، فلم يجز احد من الناس حتى ينفذوا، فإذا نفرت صوفه و مضت خلى سبيل الناس، فانطلقوا بعدهم، فلما كان ذلك العام، فعلت ذلك صوفه كما كانت تفعل، قد عرفت ذلك لها العرب، و هو دين في انفسهم في عهد جرهم و خزاعة و ولايتهم، أتاهم قصى بن
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 2 صفحه : 257