نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 8 صفحه : 283
17- و قَتَل رجُلٌ فِي [1] مَجلِسِ النُّعْمَانِ جَلِيسَه، فَأَمَر بقَتْلِه، فقَالَ: أَ يَقْتُلُ المَلِكُ جارَه[و يُضَيِّع ذِمَارَه [2] ؟]قَال: نعمْ، إِذا قَتَلَ جَلِيسَه، و خَضَبَ دَرِيسَه . [أَي بِسَاطَه [2] ] و إِدْرِيسُ النّبِيُّ صلّى اللََّه عليه و سلم ليس مُشْتَقًّا من الدِّرَاسَةِ ، في كتابِ اللََّه عزَّ و جَلَ كما تَوَهَّمَه كَثِيرُونَ و نَقَلُوه؛ لأَنهُ أَعْجَمِيٌّ، و اسمُه خَنُوخُ ، كصَبُور. و قِيلَ: بفَتح النُّونِ. و قِيلَ: بل الأُولَى مُهْمَلَةٌ. و قال أَبو زكَرِيّا: هي عِبْرَانِيَّة، و قال غيرُه:
سُرْيَانِيّة. أَوْ أَحْنُوحُ ، بحاءٍ مهمَلة، كما في كُتُب النَّسَب، و نَقَلَه الصّاغَانِيُّ في العُبَابِ هََكذا، و الأَكثرُ الأَوَّلُ. 16- وُلِدَ قَبْلَ موتِ آدمَ عليهِ السَّلامُ بمائةِ سَنَةٍ، و هو الجَدُّ الرابِعُ و الأَرْبَعُونَ لسيِّدنا رَسُولِ اللََّه صلّى اللََّه عليه و سلم، على ما قَالَهُ ابنُ الجَوَّانِيّ في المُقَدِّمة الفاضِلِيَّة و قالَ ابنُ خَطِيبِ الدَّهْشَة:
و هو اسمٌ أَعْجَمِيٌّ، لا يَنْصَرِفُ، للعَلمِيَّة و العُجْمَة. و قيل:
إِنَّمَا سُمِّيَ به لكَثْرَةِ دَرْسِه ، ليكونَ عَرَبِيًّا. و الأَوَّلُ أَصَحُّ.
و قال ابنُ الجَوّانِيِّ: سُمِّيَ إِدْرِيسَ ؛ لِدَرْسِه الثَّلاثِينَ صَحِيفَةً التي أُنْزِلَتْ عليه. هََذا قَوْلُ أَهْلِ النَّسَب. و كونُه أَحَدَ أَجدادِه صلّى اللََّه عليه و سلم هو الَّذِي نَصَّ عليه أَئمَّةُ النَّسَبِ، كشَيْخِ الشَّرَفِ العُبَيْدلِيّ و غيرِه. و 14- صرَّح السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْض : أَنَّه ليسَ بجَدٍّ لنُوحٍ، و لا هُوَ في عَمُود النَّسَب. قال: كذََلِكَ سَمِعْتُ شيخَنَا أَبا بَكْرِ بنَ العَرَبِيّ يقولُ و يَسْتَشْهِدُ بحَدِيثِ الإِسراءِ:
«قال هل حِينَ لَقِيَه: مَرْحَباً بالأَخِ الصّالِح» . قال: و النَّفْسُ إِلى هََذا القَوْلِ أَمْيَلُ.
و مِنَ المَجَازِ: في الحَدِيث: «حَتَّى أَتَى المِدْرَاسَ ، و هو بالكسرِ: المَوْضِعُ الذي يُدْرَسُ [4] فيهِ كِتَابُ اللََّه، و منه مِدْرَاسُ اليَهُودِ ، قال ابنُ سِيدَه: و مِفْعَالٌ غَرِيبٌ في المَكَانِ.
و الدِّرْوَاسُ ، بالكَسْر: عَلَمُ كَلْبٍ قال الشّاعِرُ:
أَعْدَدْتُ دِرْوَاساً لِدِرْباسِ الحُمُتْ
قال: هََذا كلْبٌ قد ضَرِيَ في زِقَاقِ السَّمْنِ ليأْكلَهَا، فأَعَدَّ له كَلْباً يُقَال له: دِرْواسٌ . و أَنشد السِّيرافِيُّ:
و الدِّرْوَاسُ : الكَبِيرُ الرَّأْسِ مِنَ الكِلاَبِ ، كذا في التَّهْذِيب.
و الدِّرْوَاسُ : الجَمَلُ الذَّلُولُ الغَلِيظُ العُنُقِ. و قال الفَرَّاءُ: الدَّرَاوِسُ : العِظَامُ مِن الإِبلِ. وَاحِدُهَا:
دِرْوَاسٌ .
و الدِّرْوَاسُ : الشُّجَاعُ الغَلِيظُ العُنُقِ.
و الدِّرْوَاسُ : الأَسَدُ الغَلِيظُ، و هو العَظِيمُ أَيضاً، و قيل:
هو العَظِيمُ الرَّأْسِ، و قيل: الشَّدِيدُ، عن السِّيرَافِيِّ، كالدِّرْياسِ[5] ، باليَاءِ التَّحْتِيَّة، و هو في الأَصلِ: دِرْوَاسٌ ، قُلِبَت الواوُ ياءً. و في التَّهْذِيبِ: الدِّرْيَاسُ ، باليَاءِ [6] : الكَلْبُ العَقُورُ. و في بَعْض النُسَخ: كالدِّرْبَاس، بالموحَّدَة. و بكُلِّ ذََلك رُوِيَ قولُ رُؤْبَةَ السابِقُ في «د ر ب س» .
و من المَجاز: المُدَرِّسُ ، كمُحَدِّثٍ: الرَّجُلُ الكَثِيرُ الدَّرْسِ ، أَي التِّلاَوَةِ بالكِتَابة و المُكَرِّر له، و منه مُدَرِّسُ المَدْرَسَةِ .
و من المَجَازِ: المُدَرِّسُ ، كمُعَظَّمٍ: المُجَرَّب ، كذا في الأَساس، و في التكملة: المُدَرَّب.
و من المَجَازِ: المُدَارِسُ : الذِي قَارَفَ الذُّنُوبَ و تَلَطَّخ بِهَا ، من الدَّرْسِ ، و هو الجَرَبُ. قال لَبِيدٌ يذكُرُ القِيَامَةَ:
يَوْمَ لا يُدْخِلُ المُدَارِسَ في الرَّحْ # مَةِ إِلاَّ بَرَاءَةٌ و اعْتِذَارُ [7]
و هو أَيضاً: المُقَارِئُ الذي قَرَأَ الكُتُبَ.
و المُدَارَسَةُ و الدِّرَاسَةُ : القِرَاءَةُ، و منه قولُه تعالَى:
وَ ليَقُولُوا دَارَسْتَ[8] في قِرَاءَة ابنِ كَثِيرٍ و أَبِي عَمْرٍو، و 17- فسَّرَه