و يُقَال: انْتَحَرَ الرجلُ، إِذا نَحَر ، أَي قتَل نَفْسَه. و في مَثل: «سُرِقَ السارقُ فانْتَحَرَ » . و هو مَجاز.
و من المجاز: انْتَحَر القَوْمُ على الأَمْرِ ، إِذا تَشَاحُّوا عليه و حَرَصُوا فَكادَ بَعضُهم يَنْحَرُ بَعْضاً ، أَي يَقْتُل، كتَنَاحَرُوا . و يُقَال: تَنَاحَرُوا في القِتَالِ كذََلِك، و لََكنه مُسْتَعْمَل في حَقيقَته.
و الناحِرَتَانِ : عِرْقانِ في اللَّحْيِ ، هََكذا في سائر النُّسَخ.
و في اللسان، في النَّحْرِ ، كالنّاحِرانِ ، و في بعض النُّسَخ:
كالنّاحِرَيْن ، و في الصّحاح: عِرْقان في صَدْرِ الفَرَس. و في المُحْكَم: النّاحِرَتان : ضِلَعَانِ من أَضْلاعِ الزَّوْرِ، أَو هُمَا الواهِنَتانِ. و قال ابنُ الأَعْرَابيّ: النّاحِرَتان : التّرقُوَتانِ من الإِبلِ و الناس و غيرِهم. و قال أَبو زَيْد: الجَوَانِحُ: أَدْنَى الضُّلُوع من المَنْحَر ، و فيهِنّ الناحِرَاتُ [1] ، و هي ثلاثٌ من كلِّ جانبٍ، ثم الدَّأَياتُ، و هي ثَلاثٌ من كلّ شِقٍّ، ثمّ يَبْقَى بعد ذََلك سِتٌّ من كلّ جانب مُتَّصِلاتٌ بالشَّراسِيف لا يُسَمُّونَهَا إِلاَّ الأَضْلاعَ، ثم ضِلَعُ الخَلْف و هي أَواخرُ الضُّلُوع.
و من المَجاز: جاءَ في نَحْر النهارِ و نَحْرِ الشَّهْرِ ، أَي أَوّله ، و كذََلك نَحْر الظهِيرةِ، كالناحِرة، و 16- في حَدِيثِ الإِفْكِ :
«حَتى أَتْينا الجَيْشَ في نَحْر الظَّهِيرَة» . و هو حِينَ تَبلُغ الشمْسُ مُنتهَاهَا من الارتفاع، كأَنهَا وَصلتْ إِلى النَّحْر ، ج نُحورٌ .و النَّحِيرَةُ كسَفِينَة: أَوَّلُ يَوْم من الشَّهْر أَو آخِرُه ، لأَنّه يَنْحَر الذي يَدْخُل بعدهَ. و قيل. لأَنّهَا تَنْحَر التي قَبْلَهَا، أَي تَسْتَقْبِلُهَا في نَحْرِهَا . و 16- في الحَدِيث : «أَنّه خَرَجَ و قد بَكَّرُوا بصلاةِ الأَضْحَى [2] ، فقال: نَحَرُوهَا نَحَرَهُم اللََّه» . أَي صَلَّوها في أَوَّل وَقْتهَا، من نَحْرِ الشَّهْرِ و هو أَوَّلُه. و قال ابنُ الأَثير:
و قَولُه: نَحَرهم اللََّه، يحتمل أَن يكونَ دُعَاءً لهُم: أَي بَكَّرَهماللََّه بالخَيْر كما بَكَّرُوا بالصّلاة في أَوَّل وَقْتها، و يُحْتَمل أَن يكون دُعَاءً عليهم بالنَّحْرِ و الذَّبْح؛ لأَنهُم غَيَّرُوا وَقْتَهَا. أَو النَّحِيرَة : آخِرُ ليْلَةٍ منه مع يَومِهَا، لأَنّهَا تَنْحَرُ الذي يَدخُل بعدَهَا، أَي تَصير في نَحْرِه ، فهي ناحِرَةٌ ، فَعِيلَة بمعنَى فاعِلة، قال ابنُ أَحمرَ الباهِليُّ:
و نَحَرَت الدَّارُ الدَّارَ، كمَنَعَ: استَقْبَلَتْهَا ، فهي تَنْحَرها ، و كذََلك ناحَرَتْ ، و هو مَجاز.
و نَحَر الرجُلُ في الصلاةِ: انْتَصَبَ و نَهَدَ صَدْرُه ، و به فَسَّر بعضٌ قولَه تعالى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ اِنْحَرْ[5]أَو نَحَرَ الرجلُ في الصَّلاة، إِذا وَضَعَ يَمِينَه على شِمَاله ، و به فُسِّرت الآية. قال ابنُ سِيدَه: و أُراهَا لغة شَرْعِيّة، و قيل معناه:
و انْحَرِ البُدْنَ: و قال طائفةٌ: أُمِرَ بنَحْرِ النُّسُك بعد الصّلاة.
قال في البَصائر: ففيه تَحريضٌ على فَضْل هََذَين الرُّكْنَيْن،
ق-العين مغيرة إِلى الياء جعلها بدلاً من الواو. فالبدل أعم تصرفاً من العوض (اللسان: نوق) .