نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 7 صفحه : 269
هو أَبُو العَمَيْطَر السُّفْيَانيّ الخارِجُ بدِمَشْق الشأْم في أَيّام خِلافَة محمّد الأَمِينِ العَبّاسِيِّ، و هََذا قد أَهْمَله الجوهريّ.
*و ممّا يُسْتَدرك عليه:
أَبو العَمَيْطَرِ : كُنْيَةُ الحِرْذَوْن، و به كُنِيَ هََذا الخارِجُ، و اسمُه عليّ بن عبدِ اللََّه بنِ خالِدِ بنِ يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ، و أُمُّه نَفِيسَةُ بنتُ عَبْدِ اللََّهِ بنِ العَبّاس بنِ عليّ بنِ أَبي طالبِ، بُويعَ له بالخِلافَة في دِمَشْقَ. و كان يفتخر و يقول: «أَنا ابنُ شَيْخَيْ صِفِّين» . مات سنة 198؛ كذا في وَفَيات الصَّفَديّ.
عنبر [عنبر]:
العَنْبَرُ من الطِّيب معرُوف، و به سُمِّيَ الرجلُ، و جَمَعَهُ ابنُ جِنِّي على عَنابِرَ . قال ابنُ سِيدَه: فلا أَدْرِي، أَحفِظَ ذََلك أَمْ قاله ليُريَنَا النُّونَ مُتَحَرِّكَةً و إِنْ لم يُسْمَع عَنابِر .
و في نُسْخَة شَيْخِنَا: العَنْبَرُ كجَعْفَرٍ. قال: قَضِيّةُ ذِكْرِهِ تَرْجَمَةً وَحْدَه أَنّ النونَ فيه أَصليّة، و وزنه فَعْلَل، و لذََلك وَزَنَهُ بجَعْفَر، و الأَكْثَرُ أَنّ نُونَهُ زائدةٌ، و هو الذي يَقْتَضِيه الصّحاح، و صرَّح به الفَيُّومِيّ فقال في المِصْباح [1] : العَنْبَرُ فَنْعَل: طِيبٌ مَعْرُوفٌ. و قد وقع فيه اختِلافٌ كثير. فقيل: هو رَوْثُ دابَّة بَحْريّة ، و مثلُه في التَّوْشِيح، قال: العَنْبَرُ : سَمَكَةٌ كبيرةٌ، و المَشْمُوم رَجِيعُهَا، قيل: يُوجَدُ في بَطْنها. أَو هو نَبْعُ عَين فيه ، أَي في البَحْر، يكون جَمَاجمَ، أَكبرُها وَزْنُ أَلفِ مِثْقال، قاله صاحِبُ المِنْهَاج. و قال ابنُ سَعِيد: تَكلَّمُوا في أَصْل العَنْبَرِ ، فذَكَرَ بعضُهم أَنّه عُيُونٌ تَنْبُعُ في قَعْرِ البحرِ يصيرُ منها ما تَبلَعُه [2] الدَّوابُّ و تَقْذِفُه، و منهم من قال: إِنّه نَباتٌ في قَعْرِ البَحْر؛ قاله الحِجارِيّ [3] ، و نَقَلَه المَقَّرِيّ في نَفْح الطِّيب. و قيل: الأَصَحُّ أَنَّه شَمعُ عَسَلٍ ببلادِ الهِنْد يَجْمُد و يَنْزِلُ البَحْرَ، و مَرْعَى نَحْلِه من الزُّهور الطَّيِّبَة يَكْتَسِب طِيبَه منها، و ليس نَباتاً و لا رَوْثَ دابَّة بَحْرِيَّة، أَجْوَدُه الأَبيضُ و ما قارَبَ البَياضَ، و لا رَغْبَةَ في أَسودِه. و قال الزَّمَخْشَرِيّ:
العَنْبَرُ يأْتي طُفَاوَةً على الماءِ لا يَدْرِي أَحدٌ مَعْدِنَه، يقذِفُه البحر إِلى البَرّ، فلا يأْكلُ منه شيءٌ إِلاّ ماتَ، و لا يَنْقُرُه طائرٌ إِلاّ بَقِيَ مِنْقَارُه فِيه، و لا يَقَع عليه إِلاّ نَصَلَتْ أَظْفَارُه، و البَحريُّون و العَطّارُون رُبَّمَا وَجَدُوا فيه المَنَاقِيرَ، و الظُّفرَ.
قال: و سَمِعْتُ ناساً من أَهْل مَكَّة يقولُون: هو صفع ثَوْر فيبَحْرِ الهنْد. و قيل: هو زَبَدٌ من بَحْرِ سَرَنْدِيبَ، و أَجْوَدُه الأَشْهَبُ ثمّ الأَزْرَقُ، و أَدْوَنُه الأَسْوَدُ.
و في الحديث: سُئل ابنُ عبّاس عن زَكَاةِ العَنْبَر ، فقال:
إِنّمَا هو شَيْءٌ يَدْسُرُه [4] البحر. أَي يَدْفَعُه.
و قال صاحب المنهاج: و كثيراً ما يُوجَدُ في أَجْوافِ السَّمَك التي تأْكُلُه و تَمُوتُ، و يُوجَد فيه سُهُوكَةٌ.. و قال ابن سِينا: المَشْمُوم يَخْرُج من الشَّجَر، و إِنّما يُوجَد في أَجْوَاف السَّمَك الذي تَبْتَلِعهُ. و نَقَلَهُ الماوَرْديّ عن الشافعيّ قال:
سمعتُ مَنْ يقولُ: رأَيْتُ العَنْبَرَ نابِتاً في البَحْرِ مُلْتَوِياً مثل عُنُقِ الشاةِ، و في البحر دابَّةٌ تأْكُله، و هو سمٌّ لها فيَقْتُلُها، فيَقْذِفُها البحرُ فيُخْرج العَنْبَر من بَطْنها [5] .
يُذكَّر و يُؤنَّث ، فيُقال: هو العَنْبَرُ ، و هي العَنْبَرُ ، كما في المصباح.
و العَنْبَرُ : أَبو حَيٍّ من تَمِيمٍ ، هو العَنْبَرُ بن عَمْرِو بنِ تَميمٍ، و يقال فيهم: بَلْعَنْبَرِ ، حَذَفوا منه النُّونَ تَخْفِيفاً كبَلْحَارِثِ في، بَنِي الحارِث، و هو كثيرٌ في كَلامهم.
و14- في الحديث «أَنّ النَّبِيَّ صلى اللّه عليه و سلّم بَعَثَ سَريَّةً إِلى ناحيَة السِّيف فجاعُوا. فأَلْقَى اللََّه لهم دابَّةً يُقَال لها العَنْبَرُ . فأَكلَ منها جماعةُ السَّرِيَّة شَهْراً حتى سَمِنُوا» . قال الأَزْهَرِيّ: هي سَمَكَةٌ بَحْريَّةٌ يَبْلُغ طولُهَا خَمْسِين ذِرَاعاً يُقَال لها بالفَارِسِيَّة باله. و العَنْبَرُ : الزَّعْفَرَانُ. و قِيلَ: هو الوَرْسُ. و العَنْبَر :
أَيضاً، التُّرْسُ ، و إِنّمَا سُمِّيَ بذََلك لأَنّه يُتَّخَذُ من جِلْد السَّمَكَة البَحْرِيّة. و جاءَ في حَديث أَبي عُبَيْدَةَ [6] . و تُتَّخَذُ التِّرَسَةُ من جِلْدِهَا. فيُقَال للتُّرْسِ: عَنْبَرٌ . قال العَبّاسُ بن مِرْدَاس:
لَنَا عارِضٌ كزُهَاءِ الصَّرِيـ # مِ فيه الأَشِلَّةُ و العَنْبَرُ
قال الصاغانيّ: و رأَيْتُ أَهْلَ جُدَّةَ يَحْتَذُون أَحْذيَةً من جِلْدِ العَنْبَر ، فيكونُ أَقْوَى و أَبْقَى ما يُتَّخَذُ منه و أَصْلَبَ، و قد اتَّخَذْتُ أَنا حِذاءً من جِلْدِه.