نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 7 صفحه : 150
و جلّ: وَ لاََ تَقْرَبُوهُنَّ حَتََّى يَطْهُرْنَ فَإِذََا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اَللََّهُ[1] و قُرِىءَ «حَتَّى يَطَّهَّرْنَ » قال أَبو العَبّاس:
و القراءَة حتى يَطَّهَّرْنَ ؛ لأَنّ من قَرَأَ « يَطْهُرْنَ » أَرادَ انقِطَاعَ الدَّمِ، فَإِذََا تَطَهَّرْنَ : اغْتَسَلْنَ، فصيَّر معناهما مختلفاً، و الوَجْهُ أَنْ تكونَ الكَلِمَتَانِ بمعنًى واحدٍ، يريدُ بهما جميعاً الغُسْلَ، و لا يَحلّ المَسِيسُ إِلاّ بالاغْتِسَالِ، و يُصَدِّق ذََلك قراءَةُ ابنِ مَسْعُود «حَتَّى يَتَطَهَّرْنَ » .
و قال المصنّف في البَصَائِر: طَهَرَ ، و طَهُرَ ، و اطَّهَّرَ ، و تَطَهَّرَ بمعنىً، و طَهَرَت المَرْأَةُ طُهْراً ، و طَهَارَةً و طُهُوراً و طَهُوراً و طَهُرَت ، و الفَتْح أَقْيَسُ.
و الطَّهَارَةُ ضَرْبان: جُسْمَانِيَّةٌ و نَفْسَانِيَّة، و حُمِلَ عليهمَا أَكثَرُ الآيات [2] .
و قوله تعالى: وَ إِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا[3] أَي استعمِلُوا الماءَ أَو ما يَقُومَ مَقَامَه.
و قال تعالى: وَ لاََ تَقْرَبُوهُنَّ حَتََّى يَطْهُرْنَ فَإِذََا تَطَهَّرْنَ[4]
فدلَّ باللَّفْظَيْنِ على عَدَمِ جَوازِ وَطْئهنّ إِلاّ بعدَ الطّهَارَةِ و التَّطْهِيرِ ، و يُؤَكّد ذََلك قِرَاءَةُ من قَرَأَ «حتَّى يَطَّهَّرْنَ » ، أَي يفْعَلْنَ الطَّهَارَةَ التي هي الغُسْلُ. انتهى.
و في اللسان: و أَما قوله تعالى: فِيهِ رِجََالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا[5] فإِن معناه الاسْتِنْجَاءُ بالماءِ، نَزَلَتْ في الأَنصارِ، و كانوا إِذا أَحْدَثُوا أَتْبَعُوا الحِجَارَةَ بالماءِ، فأَثْنَى اللََّه تَعَالَى عليهم بذََلك.
و قوله تعالى: وَ لَهُمْ فِيهََا أَزْوََاجٌ مُطَهَّرَةٌ[6] يعني من الحَيْضِ و البَوْلِ و الغَائِطِ. قال أَبو إِسْحَاقَ: معناه أَنَّهُنّ لا يَحْتَجْنَ إِلى ما تَحْتَاج إِليه نِسَاءُ أَهْلِ الدُّنْيَا بعدَ الأَكلِ و الشُّربِ و لا يَحِضْنَ و لا يَحْتَجْنَ إِلى ما يُتَطَهَّر به، و هنَّ مع ذََلك طاهِرَاتٌ طَهَارةَ الأَخْلاَقِ و العِفّةِ، فمُطَهَّرَةً تَجْمَع الطَّهَارَةَ كلَّهَا؛ لأَنّ مُطَهَّرَةً أَبلغُ في الكلامِ من طاهِرَةٍ . و قوله عزَّ و جلَّ: أَنْ طَهِّرََا بَيْتِيَ لِلطََّائِفِينَ وَ اَلْعََاكِفِينَ[7]
قال أَبو إِسحاق: معناه طَهِّروه من تَعْلِيقِ الأَصنام عليه.
قلْت: و قيل: المرادُ به الحَثُّ على تَطْهِيرِ القَلْبِ لدُخولِ السّكينةِ فيه المَذكورة في قوله: هُوَ اَلَّذِي أَنْزَلَ اَلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ اَلْمُؤْمِنِينَ[8] و قال الأَزهريّ: معناه أَي « طَهِّرََا بَيْتِيَ يعنِي من المَعَاصِي و الأَفْعَالِ المُحَرَّمةِ.
و قوله تعالى: يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً[9] من الأَدْناسِ و الباطل.
و قوله تعالى: إِنَّ اَللََّهَ يُحِبُّ اَلتَّوََّابِينَ وَ يُحِبُّ اَلْمُتَطَهِّرِينَ[10] يعني به تَطْهيرَ النَّفْس.
و قوله تعالى: وَ مُطَهِّرُكَ مِنَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا[11] أَي يُخْرِجُك من جُمْلَتهم، و يُنَزِّهُك أَن تَفعَلَ بفِعْلهم.
و قيل في قوله تعالى: لاََ يَمَسُّهُ إِلاَّ اَلْمُطَهَّرُونَ[12]
يعنِي به تَطْهِيرَ النَّفْسِ، أَي أَنَّه لا يَبْلُغُ حَقَائِقَ مَعرِفَتِه إِلاّ من [13] يُطَهِّرُ نَفْسَه من دَرَنِ الفَسَاد و الجَهالاتِ و المُخَالفاتِ.