responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 7  صفحه : 151

و المِطْهَرَةُ : الإِدَاوَةُ ، على التشبيه بذََلك، و الجَمْع المَطَاهِرُ ، قال الكُمَيْتُ-يَصف القَطا-:

يَحْمِلْنَ قُدّامَ الْجَآ # جِى في أَسَاقٍ كالمَطَاهِرْ

قلْت: و قَبْلَه:

علق المُوَضَّعَة القَوَا # ثِمِ بينَ ذِي زَغَبٍ و باثِرْ

كذا قَرأْتُ في كِتَاب الحَمَام الهُدَّى تأْليف الحَسَنِ بنِ عبدِ اللََّهِ بنِ محمّدِ بنِ يحيَى الكاتِبِ الأَصْبَهَانِيّ.

و قال الجَوْهَرِيّ: المِطْهَرَةُ و المَطْهَرَةُ : الإِداوَةُ، و الفَتْحُ أَعلَى.

و المَطْهَرَة : بَيْتٌ يُتَطَهَّر فيهِ‌ يَشْمَل الوُضُوءَ و الغُسْلَ و الاستِنْجاءَ.

و الطَهُورُ ، بالفَتْح‌ لمَصْدَرُ ، فيما حكى سِيبَويْه من‌ [1]

قَوْلهم: تَطَهَّرْتُ طَهُوراً ، و تَوَضَّأْتُ وَضُوءًا، و مثْله: وقَدْتُ وَقُوداً.

و قد يكونُ الطَّهُورُ : اسم ما يُتَطَهَّرُ بهِ‌ ، كالفُطُورِ السَّحُورِ و الوَجُورِ، و السَّعُوطِ.

و قد يكون صِفَةً، كالرَّسُولِ، و على ذََلك قوله تعالى: وَ سَقََاهُمْ رَبُّهُمْ شَرََاباً طَهُوراً [2] ، تنبيهاً أَنَّه بخِلافِ ما ذُكِرَ في قوله: وَ يُسْقى‌ََ مِنْ مََاءٍ صَدِيدٍ [3] ، قاله المصنّفُ في البَصَائر.

أو الطَّهُورُ : هو الطّاهِرُ في نفْسِه‌ لمُطَهِّرٌ لِغَيْرِه.

قال الأَزْهَرِيّ: و كلّ ما قِيلَ في قَوْله عزَّ و جَلَ‌ وَ أَنْزَلْنََا مِنَ اَلسَّمََاءِ مََاءً طَهُوراً [4] فإِنّ الطَّهُورَ في اللّغَةِ هو الطّاهِرُ المُطَهِّرُ ؛ لأَنّه لا يكونُ طَهُوراً إِلاّ و هو يُتَطَهَّرُ بهِ، كالوَضُوءِ:

هو الماءُ الذي يُتَوَضَّأُ به، و النَّشُوقِ: ما يُسْتَنْشَقُ به، و الفَطُور؛ ما يُفْطَر عليه من شَرَاب أَو طَعَام. 14- و سُئِلَ رسولُ‌اللََّه صلى اللّه عليه و سلّم عن ماء البحر فقال: «هُوَ الطَّهُورُ ماؤُه الحِلُّ مَيْتَتُه» .

أَي المُطَهِّر ، أَراد أَنّه طاهِرٌ يُتَطَهَّرُ به.

و قال الشّافِعيّ، رضي اللََّه عنه: كلُّ ماءٍ خلَقَه اللََّه تعالى نازِلاً من السَّماءِ أَو نابِعاً من الأَرْضِ من عينٍ في الأَرضِ أَو بَحْرٍ، لا صَنْعَةَ فيه لآدَميّ غير الاستِقَاءِ، و لم يُغَيِّرْ لَونَه شيْ‌ءٌ يُخَالِطُه، و لم يَتَغَيَّرْ طَعْمُه منه، فهو طَهُورٌ ، كما قال اللََّه تعالى. و ما عدا ذََلك من ماءِ وَرْدٍ، أَو وَرَقِ شَجَرٍ، أَو ماءٍ يَسيلُ من كَرْمٍ فإِنّه و إِن كَانَ طاهِراً فليس بطَهورٍ .

و في التَّهْذِيب للنَّوَوِيِّ: الطَّهُورُ بالفَتْح: ما يُتَطَهَّرُ بهِ، و بالضَّمّ اسمُ الفِعْل، هََذه اللغةُ المشهورةُ، و في أُخرَى:

بالفَتْح فيهما، و اقتصر عليه جماعاتٌ من كِبَارِ أَئِمّة اللُّغَةِ، و حكَى صاحِبُ مَطَالِعِ الأَنوارِ الضّمَّ فيهما، و هو غَرِيبٌ شاذٌّ، انتهى.

قلْت: و 16- في الحديث : «لا يَقْبَلُ اللََّهُ صلاةً بغَيرِ طهُورٍ » .

قال ابنُ الأَثير: الطُّهُورُ ، بالضَّمّ: التَّطَهُّرُ ، و بالفَتْح: الماءُ الذي يُتَطَهَّرُ به كالوُضُوءِ و الوَضُوءِ، و السُّحُورِ و السَّحُورِ. و قال سيبويه: و الطَّهُورُ ، بالفَتْح يَقَعُ على الماءِ و المَصْدَرِ مَعاً، قال: فَعَلَى هََذا يجوزُ أَن يَكُونَ الحديثُ بفتح الطَّاءِ و ضَمّها، و المراد بهما التَّطَهُّرُ .

و الماءُ الطَّهُورُ ، بالفَتْحِ، هو الذي يَرْفعُ الحَدَثَ و يُزِيل النَّجَس؛ لأَنّ فَعُولاً من أَبنِيَةِ المُبَالَغَةِ، فكأَنّه تَنَاهَى في الطَّهارةِ .

و الماءُ الطَّاهِرُ غيرُ الطَّهُورِ : هو الذي لا يَرْفَعُ الحَدَث و لا يُزِيلُ النَّجَسَ، كالمَسْتَعْمَلِ في الوُضوءِ و الغُسْلِ.

و في التَّكْمِلَة: و ما حُكِيَ عن ثَعْلَبٍ أَنَّ الطَّهُورَ : ما كانَ طاهِراً في نفسِه مُطَهِّراً لغيرِه، إِنْ كانَ هذَا زيادَة بَيَانٍ لنِهَايَتِه في الطَّهَارَةِ ، فصَوَابٌ حَسَنٌ، و إِلاَّ فليسَ فَعُول من التَّفْعِيلِ في شَيْ‌ءٍ، و قِياسُ هََذا على ما هو مُشْتَقٌّ من الأَفْعَالِ المُتعدِّيةِ كقَطُوعٍ و مَنُوعٍ غيرُ سَدِيدٍ انتهى.

و قال المصنِّف في البَصَائِرِ: قال أَصحابُ الشافعيّ:

الطَّهُورُ في قوله تعالى: وَ أَنْزَلْنََا مِنَ اَلسَّمََاءِ مََاءً طَهُوراً [5]

بمعنَى المُطَهِّر ، قال بعضَهُم: هََذا لا يَصحُّ من حيثُ


[1] في المفردات للراغب: في قولهم.

[2] سورة الإنسان الآية 21.

[3] سورة ابراهيم الآية 16.

[4] سورة الفرقان الآية 48.

[5] سورة الفرقان الآية 48.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 7  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست