نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 6 صفحه : 280
قال الأَزهَرِيُّ: و قَدْ صَحَّت الرِّوايةُ 17- عن ابْنِ عبّاس أَنه قال : «لا حَصْرَ إِلا حصْرُ العَدُوّ» . فجعلَه بغير أَلِف جَائزاً بمَعْنَى قَوْلِ اللّه عزّ و جلَّ: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اِسْتَيْسَرَ مِنَ اَلْهَدْيِ[1]و الحصْرُ للبَعِيرِ و إِحْصَارهُ شَدُّهُ بالحِصَارِ و الْمِحْصَرَةِ ، و سيأْتي بَيَانُهُمَا، كاحْتِصَارِهِ . يقال: أَحْصَرْتُ الجَمَلَ، و حَصَرْتُه : جَعلتُ له حِصَاراً . و حَصَرَ البعِيرَ يَحْصُرُه و يَحْصِرُه حَصْراً ، و احْتصَرَه : شَدَّه [2] بالحِصَار .
و الحُصْرُ ، بالضَّمِّ: احْتِبَاسُ ذِي البَطْنِ ، و يقال فيه أَيضاً بضَمّتَيْن كما في الأَساسِ [3] و شُرُوح الفَصِيح. حُصِرَ ، كعُنِيَ، فهو مَحْصورٌ ، و أُحْصِرَ ، و نُقِل عن الأَصمعيّ و اليَزِيديّ: الحُصْرُ من الغائِطِ، و الأُسْرُ مِنَ البَوْل. و قال الكِسائِيّ: حُصِرَ بِغائِطِه و أُحْصِرَ بضَمّ الأَلِف. و عن ابن بُزُرْجَ [4] : يُقَالُ للّذِي به الحُصْر : مَحْصُورٌ و قد حُصِرَ عليه بَوْلُه يُحْصَر حَصْراً أَشَدَّ الحَصْر ، و قد أَخذَه الحُصْرُ ، و أَخذَه الأُسْرُ شيْءٌ وَاحِدٌ، و هو أَن يُمْسَك بِبَوْلِه. يُحْصَرُ حَصْراً فلا يَبول قال: و يقولون: حُصِرَ عليه بَولُه و خَلاَؤُهُ.
و الحَصَرُ ، بالتَّحْرِيك: ضِيقُ الصَّدْرِ ، و قد حَصِرَ صَدْرُ المَرْءِ عن أَهْله [5] ، إِذا ضَاقَ، قال اللّه عَزَّ و جَلّ: أَوْ جََاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقََاتِلُوكُمْ[6] ، معناه ضَاقَت صُدُورُهم عن قِتَالِكم و قِتَالِ قَوْمهِم. و كُلُّ مَنْ بَعِلَ [7] بشيْءٍ أَو ضاقَ صَدْرُهُ بأَمْرٍ فقد حَصِرَ ، و قيل: ضاقَت بالبُخْل و الجُبْن و عبّرَ عنه بِذََلك كما عبّرَ بضِيقِ الصَّدْر و عن ضِدّه بالبرّ و السَّعَة.
و قال الفَرّاءُ: العَرَبُ تقول: أَتَانِي فلانٌ ذَهبَ عَقْلُه يريدون قد ذَهَبَ عَقْلُه.
قال الزَّجّاج: جَعَلَ الفَرَّاءُ قوله حَصِرَت حَالاً، و لا يكونُ حَالاً إِلاَّ بقَدْ. و قال ثَعْلب: إِذا أُضْمِرَت «قد» قَرَّبَتْ من الحالِ و صارتْ كالاسْمِ، و بها قرأَ منْ قرأَ: حَصِرةً صُدُورُهم .
و قال أَبو زيد: و لا يكُونُ جَاءَني القَومُ ضاقت صُدُورُهم إِلاَّ أَن تَصِلَه بواو أَو بقدْ، كأَنَّك قلتَ: جَاءَني القَوْمُ و ضَاقَتْ صُدُورُهم، أَو قَدْ ضَاقَتْ صُدُورُهم.
و قال الجوهريّ: و أَما قَوْلُه: أَوْ جََاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ فأَجاز الأَخْفَشُ و الكُوفِيّون أَنْ يَكُونَ المَاضِي حَالاً و لم يُجِزْه سِيْبَويْه إِلاّ مَع قَدْ، و جعلَ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ عَلَى جهَةِ الدّعاءِ عليهم.
و الحَصَرُ : البُخْلُ ، و قد حَصِرَ ، إِذَا بَخِلَ، و يقال: شَرِبَ القَوْمُ فحَصِرَ عليهم فُلانٌ، أَي بَخِلَ. و كُلُّ من امْتَنَع من شَيْءٍ [8] لم يَقْدِر عليه فقد حَصِرَ عنه.
و الحَصَرُ : العِيُّ في المَنْطِقِ. تَقُولُ: نَعُوذُ بِك [9] من العُجْب و البَطَر، و من العِيِّ و الحَصَر . و قد حَصِرَ حَصَراً إِذَا عَيِىَ.
و في شرح مُفَصَّل الزَّمَخْشَرِيّ أَنَّ العِيَّ هو استِحْضَارُ المَعنَى و لا يَحْضُرُك اللَّفْظُ الدّالُّ عليه، و الحَصرُ مثْلُه إِلاَّ أَنّه لا يَكُون إِلاّ لسبَب مِن خَجَلٍ أَو غَيْرِه. و قيل: الحَصَرُ : أَن يَمْتَنِعَ عَنِ القِرَاءَةِ فلا يقْدِر عَلَيْه و كُلُّ مَنِ امْتَنَع من شَيْءٍ لم يَقْدِر عَلَيْه فقد حَصِرَ عَنْه.
و قال شيخُنا: كلامُ المُصَنّف كالمُتناقِض، لأَنَّ قولَه يَمْتَنع يَقْتَضِي اختياره، و قوله: فلاَ يَقْدِر، صَرِيحٌ في العَجْز، و الأَوْلَى أَنْ يُقَالَ: و أَن يُمْنَع. من الثُّلاثيّ مَجْهُولاً.
قُلتُ: إِذا أَردْنا بالامْتِنَاع العجْز فلا تَنَاقُض.
الفِعْلُ في الكُلِّ حَصِرَ ، كفَرِحَ ، حَصَراً ، فهو محصور و حَصِرٌ و حَصِيرٌ .
و الحَصِيرُ : الضَّيِّقُ الصَّدْرِ، كالحَصُور ، كصَبُور. قال الأَخْطَل:
و شارِبٍ مُرْبِجٍ بالكَأْسِ نادَمَني # لا بالحَصُورِ و لا فيها بِسآرِ [10]