responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 2  صفحه : 42

الرَّاءَ، و مَعْنَاهُمَا واحدٌ، مثل الرُّشْدِ و الرَّشَدِ، قال: و مَعْنَى جَنَاحكَ ها هنا يقالُ: العَضُدُ، و يقالُ: اليَدُ كُلُّهَا جَنَاحٌ، قال الأَزهريّ: و قال مُقَاتِلٌ في قوله‌[تعالى‌] «مِنَ اَلرَّهْبِ » هُو كُمُّ مِدْرَعَتِهِ، قال الأَزهريّ: و هو صَحِيحٌ في العربيةِ، و الأَشْبَهُ بسِيَاقِ الكَلاَمِ و التفسير و اللََّهُ أَعلمُ بما أَرادَ، و يقال: وَضَعْتُ الشَّيْ‌ءَ في رُهْبِي ، بالضَّمِّ، أَي في كُمِّي، قال أَبُو عَمْرٍو:

يُقَالُ لِكُمِّ القمِيصِ: القُنُّ و الرُّدْنُ و الرَّهَبُ و الخِلاَفُ.

و الرَّهَابَةُ كالسَّحَابَةِ و يُضَمُّ، و شَدَّدَ هاءَهُ الحِرْمَازِيُ‌ أَي مَعَ الفَتْحِ و الضَّمِّ كَمَا يُعْطِيهِ الإِطْلاَقُ: عَظْمٌ‌ و في غَيْرِه مِن الأُمِّهَاتِ: عُظَيْم‌ [1] ، بالتَّصْغِيرِ فِي الصَّدْرِ مُشْرِفٌ عَلى البَطْنِ‌ قال الجَوهريُّ و ابنُ فارِسٍ: مثْلُ اللِّسَانِ، و قال غيرُه‌ [2] :

كأَنَّهُ طَرَفُ لسَانِ الكَلْبِ‌ ج‌ رَهَابٌ [3] ، كَسَحَابٍ‌ و 16- في حديث عَوْفِ بنِ مالِكٍ «لأَنْ يَمْتَلِئَ مَا بَيْنَ عَانَتِي إِلَى رَهَابَتِي قَيْحاً أَحَبُّ إِلَيَّ مِن أَن يَمْتَلِئَ شِعْراً». الرَّهَابَةُ : غُضْرُوفٌ كاللِّسَانِ مُعَلَّقٌ في أَسْفَلِ الصَّدْرِ مُشْرِفٌ عَلَى البطْنِ، قالَ الخَطَّابِيُّ:

و يُرْوَى بِالنُّونِ، و هو غَلَطٌ، و 16- في الحديث «فَرَأَيْتُ السَّكَاكِينَ تَدُورُ بَيْنَ رَهَابَتِهِ و مَعِدَتِه». و عن ابن الأَعرابيّ: الرَّهَابَةُ :

طَرَفُ المَعِدَةِ، و علل العُلْعُلُ : طَرَفُ الضِّلَعِ الذي يُشْرِفُ عَلَى الرَّهَابَةِ ، و قال ابنُ شُمَيْل: في قَصِّ الصَّدْرِ: رَهَابَتُه ، قال:

و هو لِسَانُ القَصِّ مِنْ أَسْفَلَ، قال: و القَصُّ مُشَاشٌ.

و الرَّاهِبُ المُتَعَبِّدُ في الصَّوْمَعَةِ، وَاحِدُ [4] رُهْبَانِ النَّصَارَى‌ [5] ، و مَصْدَرُه: الرَّهْبَةُ و الرَّهْبَانِيَّةُ ، جَمْعُهُ الرُّهْبَانُ ، و الرَّهَابِنَةُ خَطَأٌ، أَو الرُّهْبَانُ بالضَّمِّ قَدْ يَكُونُ وَاحِداً كَمَا يَكُونُ جَمْعاً، فَمَنْ جَعَلَهُ وَاحِداً جَعَلَهُ عَلَى بِنَاءِ فُعْلاَنٍ، أَنشد ابن الأَعْرَابيّ:

لَوْ كَلَّمَتْ رُهْبَانَ دَيْرٍ فِي القُلَلْ # لانْحَدَرَ الرُّهْبَانُ يَسْعَى فَنَزَلَ‌

قال: وَ وَجْهُ الكَلاَمِ أَنْ يَكُونَ جَمْعاً بالنُّونِ، قال و إِن‌ ج‌ أَيْ جَمَعْتَ الرُّهْبَانَ [6] الوَاحدَ رَهَابِين و رَهَابِنَة جَازَ و إِن فلتَ: رَهْبَانُونَ‌ كانَ صواباً، و قال جَرِيرٌ فيمَنْ جَعَلَ رُهْبَان جَمْعاً:

رُهْبَانُ مَدْيَنَ لَوْ رَأَوْكِ تَنَزَّلُوا # و العُصْمُ مِنْ شَعَفِ العُقُولِ الفَادِر

يقال: وَعِلٌ عَاقِلٌ: صَعِدَ الجَبَل، و الفَادِرُ: المُسِنُّ مِنَ الوُعُولِ، و في التنزيل‌ وَ جَعَلْنََا فِي قُلُوبِ اَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَ رَحْمَةً وَ رَهْبََانِيَّةً اِبْتَدَعُوهََا مََا كَتَبْنََاهََا عَلَيْهِمْ [7] قال الفَارِسِيّ: رَهْبََانِيَّةً مَنْصُوبٌ بفِعْلٍ مُضْمَرٍ، كَأَنَّهُ قالَ:

و ابْتَدَعُوا رَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا، وَ لاَ يَكُونُ عَطْفاً على ما قَبْلَهُ مِنَ المَنْصُوبِ في الآيَةِ لأَنَّ مَا وُضِعَ في القَلْبِ لا يُبْتَدَعُ، قال الفارِسيّ: و أَصْلُ الرَّهْبَانِيَّةِ مِنَ الرَّهْبَةِ ، ثُمَّ صارتِ اسْماً لِمَا فَضَلَ عن المِقْدَارِ و أَفْرَطَ فيه، و قال ابن الأَثير: و الرَّهْبَانِيَّةُ مَنسُوبَةٌ إِلى الرَّهْبَنَةِ بِزِيَادَةِ الأَلِفِ، و الرَّهْبَنَةُ فَعْلَنَةٌ مِنَ الرَّهْبَةِ ، أَو فَعْلَلَةٌ عَلَى تَقْدِيرِ أَصْلِيَّةِ النُّونِ، و 16- في الحديث لاَ رَهْبَانِيَّةَ فِي الإِسْلاَمِ» و الرِّوَايَةُ «لاَ زِمَامَ‌ [8] وَ لاَ خِزَامَ وَ لاَ رَهْبَانِيَّةَ وَ لاَ تَبَتَّلَ وَ لاَ سِيَاحَةَ في الإِسْلاَمِ». هِيَ كَالاخْتِصَاءِ و اعْتِنَاقِ السَّلاَسِلِ‌ مِنَ الحَدِيدِ و لُبْسِ المُسُوحِ و تَرْكِ اللَّحْمِ‌ و مُوَاصَلَةِ الصُّومِ‌ و نَحْوهَا مِمَّا كانتِ الرَّهَابِنَةُ تَتَكَلَّفُهُ، و قَدْ وَضَعَهُ اللََّهُ عزَّ و جَلَّ عَنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلّى اللّه عليه و سلّم. قال ابنُ الأَثِيرِ:

كَانُوا يَتَرَهَّبُونَ بالتَّخَلِّي من أَشْغَالِ الدُّنْيَا، و تَرْكِ مَلاَذِّهَا، و الزُّهْدِ فِيهَا و العُزْلَةِ عَن أَهْلِهَا، و تَعَمُّدِ مَشَاقّهَا، و 14- في الحديث «عَلَيْكُم بِالجِهَادِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ أُمَّتِي» [9] .

و عن ابن الأَعرابيّ‌ أَرْهَبَ الرَّجُلُ، إِذَا طَالَ‌ رَهَبُهُ ، أَيْ كُمُّهُ.


[1] في اللسان: عُظيم. و في المقاييس: و الرَّهابُ: عظم.

[2] كذا، و لعله «غيرهما».

[3] في إحدى نسخ القاموس: «ج رهاب».

[4] كذا بالأصل و القاموس و الصحاح و في اللسان: و أحد.

[5] بهامش المطبوعة المصرية: «رهبان في الفارسي أصله روهبان مركب معناه صاحب الزهد ثم خففوه و قالوا رهبان كما قيل ربانيون عبرانية معرّبة لأن العرب لا تعرفها انظر الأوقيانوس و شفاء الغليل».

[6] عن اللسان، و بالأصل «للرهبان».

[7] سورة الحديد الآية 27.

[8] بهامش المطبوعة المصرية: «الزمام هو ما كان عباد بني إسرائيل يفعلونه من زم الأنوف و هو أن يخرق الأنف و يعمل فيه زمام كزمام الناقة ليقاد به و الخزام جمع خزامة و هي حلقة من شعر تجعل في أحد جانبي منخري البعير كانت بنو إسرائيل تخرم أنوفها و تخرق تراقيها و نحو ذلك من أنواع التعذيب فوضعه اللََّه تعالى عن هذه الأمة اهـ من النهاية».

[9] يريد كما أنه ليس عند النصارى عمل أفضل من الترهيب، ففي الإسلام لا عمل أفضل من الجهاد، فلا ترك و لا زهد و لا تخلي أكثر من بذل النفس في سبيل اللََّه.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 2  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست