و في التَّهْذِيبِ: العُبَابُ : مُعْظَمُ السَّيْلِ، و قِيلَ: عُبَابُ السَّيْلِ: ارْتِفَاعُه وَ كثْرَتُه أَو عُبَابُه مَوْجُه. و العُبَابُ أَوَّلُ الشَّيْءِ وَ 16- فِي الحَدِيث : «إِنَّا حَيٌّ منْ مَذْحِج، عُبَابُ سَلَفِها و لُبَابُ شَرَفِهَا» [2] . عُبَابُ المَاءِ: أَوَّلُه و مُعْظَمُه [3] . و يقال:
جَاءُوا بعُبابِهِم أَي جَاءُوا بأَجْمَعِهِم، و أَرَادَ بسَلَفِهم مَنْ سَلَفَ مِنْ آبَائِهِم، أَوْ مَا سَلَف مِنْ عَزِّهِم و مَجْدِهِم. وَ 1- فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ يَصِفُ أَبَا بَكْر رَضِيَ اللََّهُ عَنْهُمَا «طِرْتَ بعُبَابِهَا و فُزْتَ بحَبَابِهَا». أَي سَبَقتَ إِلَى جُمَّةِ الإِسْلاَمِ و أَدْرَكْتَ أَوَائِلَه و شَرِبْتَ صَفْوَه وَ حَوَيْتَ فَضَائِلَه. قَال ابْنُ الأَثِيرِ: هَكَذَا أَخْرَجَ الحَدِيثَ الهَرَوِيُّ و الخَطَّابِيُّ و غَيْرُهُمَا من أَصْحَابِ الغَرِيبِ، و قد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَةُ إِلَيْهِ في «ح ب ب»و قيل فِيه غَيْرُ ذَلِكَ، انظُره في لِسَانِ الْعَرَبِ.
و عُبَابٌ : فَرسٌ لِمَالِكِ بْنِ نُوَيْرة اليَربُوعِيّ نَقَلَه الصَّاغَانِيّ أَو صَوَابه عُنَابٌ بالنُّونِ كما يَأْتِي لَهُ في «ع ن ب»و اقْتِصَارُه عَلَيْه.
و عن ابنِ الأَعْرَابِيِ العُنْبَبُ كجُنْدَبٍ: كَثْرَةُ المَاءِ و أَنْشَد:
فَصَبَّحَتْ و الشمْسُ لم تُقَضِّبِ # عَيْناً بغَضْيَان ثَجُوجَ العُنْبَبِ
و يُروى نَجُوج. قال أَبو منصور: جَعَلَ العُنْبَبَ الفُنْعَل من العَبِّ . و النُّونُ لَيْسَت أَصْلِيَّة وَ هِيَ كَنُونِ العُنْصَلِ.
و العَنْبَبُ و عُنْبَبٌ [4] كِلاَهُمَا وَادٍ نَقَلَ اللُّغَتَيْن الصَّاغَانِيُّ؛ سُمِّي بِذَلِكَ لأَنَّه يَعُبُّ المَاءَ، و هو ثُلاَثِيٌّ عِنْدَ سِيَبويْه، و سَيَأْتِي ذِكْرُه. قال نُصَيْبٌ:
الحَائِر: المَكَانُ المُطْمَئنُّ الوَسَطِ المُرْتَفِعُ الحُرُوفِ يَكُونُ فِيهِ الماءُ، و جَمْعُه حُورَانٌ. و اليَعْبُوبُ : الطَّوِيلُ، جَعَلَ يَعْبُوباً من نَعْتِ حَائِر.
و اليَعْبُوبُ : السَّحَابُ.و يَعْبُوبٌ : أَفْرَاسٌ للرَّبِيع بْن زِيَاد العَبْسِيّ و النُّعْمَانِ بْنِ المُنْذِر صَاحِب الحِيرَة و الأَجْلَحِ بْنِ قَاسِط الضِّبَابِيّ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ.
و العَبِيبَةُ كَسَفِينَةٍ: طَعَامٌ أَو ضَرْبٌ منه. و شَرَابٌ يُتَّخَذُ من العُرْفُطِ حُلوٌ، أَوْ هِيَ عِرْقُ الصَّمْغِ ، و هو حُلْوٌ يُضرَبُ بمِجْدَحٍ حَتى يَنضَجَ ثُمَّ يُشرَب. و قِيلَ: هي الَّتي تَقْطُر من مَغَافِيرِ العُرْفُطِ قَالَهُ الجَوْهَرِيّ.
و عَنِ ابْنِ السِّكِّيت: عَبِيبَةُ اللَّثَى: غُسَالَتُهُ. و الَّلثَى هو شَيءٌ يَنْضَحُه [6] الثُمَامُ حُلوٌ كالناطِفِ، فإِذَا سَالَ مِنْه شَيْءٌ في الأَرْض أُخِذَ ثُمَّ جُعِلَ في إِنَاءٍ، و رُبَّمَا صُبَّ عَلَيْهِ مَاءٌ فشُرِبَ حُلْواً، و رُبَّمَا أُعْقِدَ. قالَ أَبُو مَنصُور: رَأَيْتُ في البَادِيةِ جِنساً من الثُّمَامِ يَلْثَى صَمْغاً حُلْواً يُجْنَى مِنْ أَغْصَانِه