نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 18 صفحه : 405
قالَ الرَّاغبُ: تَشْبيهاً لها بالجارِحَةِ لمَا فيها مِن الماءِ.
و 16- في الحدِيثِ : «خيرُ المالِ عَيْنٌ ساهِرَةٌ لعَيْنٍ نائِمَةٍ» .
أَرادَ عَيْنَ الماءِ التي تَجْرِي و لا تَنْقطِعُ لَيْلاً و لا نَهاراً، و عينُ صاحِبِها نائِمَة فجعَلَ السَّهَر مثَلاً لجرْيِها.
فهذه سَبْعةٌ و أَرْبَعُونَ معْنًى مِن معانِي العَيْن ، و سَنْذكُرُ ما فَتَحَ اللَّهُ تعالَى به عَلَيْنا في المُسْتدرَكات.
و مِن المجازِ: نَظَرَتِ البلادُ بعَيْنٍ أَو بعَيْنَيْنِ : إذا طَلَعَ نَباتُها. و في الأساسِ: إذا طَلَعَ ما تَرْعاهُ الماشِيَةُ بغيرِ اسْتمْكانٍ، و هو مأْخُوذٌ مِن قوْلِ العَرَبِ: إذا سَقَطتِ الجبهة نَظَرَتِ الأرضُ بإحْدَى عَيْنَيْها ، فإذا سَقَطَتِ الصّرْفَةُ نَظَرَتْ بهما جَمِيعاً، إنّما جَعَلُوا لها عَيْنَيْنِ على المَثَلِ.
و مِن المجازِ: أَنتَ على عَينِي: أي في الإِكْرامِ و الحِفْظِ جَمِيعاً. و قوْلُهم: أَنتَ على رأْسِي، أي في الإِكْرامِ فقط.
و مِن المجازِ: هو عَبْدُ عَيْنٍ : أي هو كالعَبْدِ ما دَامَ تَراهُ، كذا في النُّسخِ، و الصَّوابُ: ما دُمْتَ تَراهُ؛ و قيلَ:
ما دَامَ مَوْلاه يَراهُ فهو فارِهٌ و أمَّا بعده فلا، عن اللّحْيانيّ.
قالَ: و كذلِكَ تُصَرِّفه في كلِّ شيءٍ كقوْلِكَ: هو صديقُ عَيْنٍ .
و قيلَ: يقالُ عَبْدُ عَيْنٍ و صديقُ عَيْنٍ للرجُلِ يُظْهِرُ لكَ مِن نفْسِه ما لا يَفِي به إذا غابَ؛ قالَ الشاعِرُ:
و مَنْ هو عبْدُ العَينِ أما لِقاؤُه # فَحُلْوٌ و أَمَّا غَيْبُه فظَنُونُ [1]
و رأْسُ عَيْنٍ ، أو رأْسُ العَيْنِ : د
____________
9 *
بين حَرَّانَ و نَصِيبينَ ؛ و قيلَ: بينَ ربيعَةَ و مُضَر.
و قالَ ابنُ السِّكِّيت: يقالُ: قَدِمَ فلانٌ من رأْسِ عَيْنٍ ، و لا يقالُ من رأْسِ العَيْنِ .
و حَكَى ابنُ بَرِّي عن ابنِ دَرَسْتَوَيْه: رأْسُ عَيْنٍ قَرْيةٌبينَ [2] نَصِيبين؛ و أَنْشَدَ:
نَصِيبينُ بها إخْوانُ صِدْقٍ # و لم أَنْسَ الذين برأْسِ عَيْنٍ [3]
و قالَ ابنُ حَمْزَةَ: لا يقالُ فيها إلاَّ رأْسُ العَيْنِ ، بالألفِ و اللامِ، و أَنْشَدَ للمُخَبَّل:
و أَنْكحتَ هَزَّالاً خُليْدَة بعد ما # زَعمْتَ برأْسِ العَيْنِ أنَّك قاتِلُهْ [4]
و أَنْشَدَ أَيْضاً لامْرأَةٍ قَتَلَ الزِّبْرقانُ زَوْجَها:
تَجَلَّلَ خِزْيَها عوفُ بنُ كعبٍ # فليسَ لخُلْفِها منه اعْتِذارُ
برأْسِ العَيْنِ قاتل من أَجَرْتم # من الخابُورِ مَرْتَعُه السِّرارُ [5]
و هو رَسْعَنِيٌ في النِّسْبة إليه.
و عَيْنُ شَمْسٍ: بمِصْرَ، و سَبَقَ في «ش م س» أنَّه مَوْضِعٌ بالمطرية، و هي خارِجُ القاهِرَة، قد وَرَدْتُها مِرَاراً.
و عَيْنُ صَيْدٍ، و عَيْنُ تَمْرٍ، و عَيْنُ أَنَّى، كحتَّى: مَواضِعُ. و قالَ الحافِظُ: العَيْنُ : خَمْسةُ و عشْرُونَ موْضِعاً و ذَكَرَ منها: عَيْنُ جَالُوت، و عَيْنُ رزبَةَ [6] ، و عَيْنُ الوردَةِ، و عَيْنُ تاب و غيرُها.
و ممَّنْ نُسِبَ إلى عَيْنِ التَّمْرِ: أَبو إسْحق إسْمعيلُ [بن] [7] القاسم بن سويدِ بنِ كَيْسان الغَنَويُّ العَيْنيُّ المُلَقَّبُ أَبا العتاهِيَة الشاعِرَ، مَشْهورٌ أَصْلُه منها، و هي بليْدَةٌ بالحِجازِ ممَّا يلِي المَدينَةَ المُنوَّرَةَ، هكذا هو في أَنْسابِ السَّمعانيّ، و الصَّوابُ أنَّها مِن أَعْمالِ العِراقِ [8] مِن فتوحِ خالِدِ بنِ الوليدِ، رضِيَ اللََّه تعالَى عنه؛ ثم قالَ: و مَنْشؤُه بالكُوفَة و سَكَنَ بَغْدادَ، ماتَ سَنَة 211.