نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 17 صفحه : 762
و أَوْرَدَه أَبو زيْدٍ في بابِ كَثْرةِ المالِ و الخَيْرِ يَقْدَم به الغائِبُ، أَو يكونُ له، و ضَبَطَه بفتْحِ اللامِ.
و نَقَلَ الجَوْهرِيُّ فيه الضَمَّ و الفتْحَ، و قيلَ: إنَّ مِيمَه زائِدَةٌ و قد تَقَدَّمَ ذلِكَ في هـ ي ل.
و الهُلامُ [1]كغُرابٍ: طَعامٌ يُتَّخَذُ مِن لَحْمِ عِجْلٍ بجِلْدِهِ ، كذا في المُحْكَم.
أَو هو مَرَقُ السِّكْباجِ المُبَرَّدُ المُصَفَّى من الدُّهْنِ ، هكذا ذَكَرَه الأَطبَّاءُ.
و الهُلُمُ ، بضمَّتينِ: ظِباءُ الجِبالِ كاللُّهُمِ.
و الهِلَّمُ ، كقِنَّبٍ: المُسْتَرْخِي، و هي هِلَّمَةُ ، و قد نسِي هنا اصْطِلاحَه.
و اهْتَلَمَ به : أَي ذَهَبَ به.
و قوْلُهم: هَلُمَّ إلينا يا رَجُل، بفتْحِ المِيمِ: أَي تَعالَ ، كما في الصِّحاحِ.
و في المُحْكَمِ: أَي أَقْبِل.
قالَ الجَوْهرِيُّ: قالَ الخَليلُ: مُرَكَّبَةٌ من ها التَّنْبِيهِ و من لُمَ ، مِن قَوْلِهم: لَمَّ اللَّهُ شَعْثه، أَي جَمَعَه، أَي ضُمَّ نَفْسَكَ إلينا ، أَي اقْرُب، و إِنَّما حُذِفَت أَلِفُها لكَثْرَةِ الاسْتِعمالِ و اسْتُعْمِلَتِ اسْتِعْمالَ الكَلِمَة المُفْرَدَة البَسيطَةِ. و قالَ الزَّجَّاجُ: زَعَمَ سِيْبَوَيْه أنَّ هَلُمَّ ها ضُمَّتْ إليها لُمَّ و جُعِلَتا كالكَلِمَةِ الواحِدَةِ.
قالَ شَيْخُنا: و قد تَعَقَّبوا هذا الكَلامَ و قالوا الأَصْل في الكَلِمِ البَساطَة و دَعْوى التَّرْكِيب مُناف مِن وُجوهٍ، و قد تقرَّرَ أَنَّ لُمَّ فِعْلُ أَمْرٍ فحُذِفَت الأَلِفُ مِن ها تَخْفيفاً، و نُظِرَ إلى سكونِ لام لُمَّ في الأصْلِ. و هذا القَوْل نَقَلَه بعضٌ عن البَصْرِيِّين.
و قالَ الخَليلُ: رُكِّبَا قَبْل الإِدْغامِ فحُذِفَتِ الهَمْزَةُ للدرج إذا كانتْ للوَصْلِ و حُذِفَتِ الأَلِفُ لالْتِقاءِ السَّاكِنَيْن، ثم نُقِلَت حركةُ المِيمِ الأُوْلى إلى اللامِ و أُدْغِمَتْ. و قالَ الفرَّاءُ: مُرَكَّبَةً مِن هَلْ التي للزَّجْرِ و أُمَّ أَي اقْصِدْ، خُفِّفَت الهَمْزَةُ، بإلْقاءِ حَرَكَتِها على السَّاكنِ و حُذِفَتْ.
قالَ ابنُ مالِكٍ في شرْحِ الكافية: قَوْلُ البَصْرِيِّين أَقْرَبُ إلى الصَّوابِ.
ثم قالَ الجَوْهرِيُّ: يَسْتَوي فيه الواحِدُ و الجَمْعُ و التَّذْكِيرُ و التأْنِيثُ عند الحجازِيِّينَ ، و بذلِكَ نزلَ القُرْآن هَلُمَّ إِلَيْنََا و هَلُمَّ شُهَدََاءَكُمُ .
قالَ سِيْبَوَيْه: و أمَّا في لُغَةِ بَني تَمِيمٍ[2] و بعضُ أَهْلِ نَجْدٍ فإنَّها تُجْرِيها مجْرَى قَوْلك رُدَّ ، يقُولونَ للواحِدِ هَلُمَّ كقَوْلِك رُدَّ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: فُتِحَت هَلُمَّ أَنَّها مُدْغَمة كما فُتِحَت رُدَّ في الأَمْرِ فلا يَجوزُ فيها هَلُمُّ ، بالضمِّ، كما يَجوزُ رُدُّ لأنَّها لا تتصرَّفُ و أَهْلُ نَجْدٍ يُصَرِّفونها فيقولونَ: هَلُمَّا و هَلُمُّوا و هَلُمِّي و هَلْمُمْنَ ، كقَوْلِكَ: رُدَّا، رُدُّوا، رُدِّي، ارْدُدْنَ، و الأَوَّلُ أَفْصَحُ.
قالَ شيْخُنا: و حَكَى الجرميُّ فتْحَ المِيمِ و كَسْرَها عن بعضِ تَمِيمٍ، و أَمَّا اللام فلا يُعْرَفُ فيها إلاَّ الضَّم.
*قُلْت: و قد حَكَى اللَّحْيانيُّ فتْحَ اللامِ عن بعضِ العَرَبِ.
و وَقَعَ في نسْخةِ شيْخِنا: هَلُمْنَ ، بميمٍ واحِدَةٍ أَي النِّسْوة، قالَ: و زَعَمَ الفرَّاء أنَّه الصَّوابُ فلا يُقالُ هَلْمُمْنَ كما هو في شرْحِ البَدْر على التَّسْهيل.
*قُلْت: و هذا الذي ذَكَرَه المصنِّفُ، أَي هَلْمُمْنَ ، بميمين، فقد ذَكَرَه الجَوْهرِيُّ و هو قَوْلُ المبرّدِ و نَصُّه:
بَنُو تمِيمٍ يَجْعلونَ هَلُمَّ فعْلاً صَحِيحاً و يَجْعلُونَ الهاءَ زائِدَةً فيقولونَ: هَلُمَّ يا رَجُل، و للاثْنَيْن هَلُمَّا ، و للجَمِيعِ هَلُمُّوا ، و للنِّساءِ هَلْمُمْنَ ، لأنَّ المعْنَى الْمُمْنَ، و الهاءُ زائِدَةٌ.
و قالَ ابنُ الأَنْبارِيّ: يقالُ للنِّساءِ هَلُمْنَ و هَلْمُمْنَ .