نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 17 صفحه : 524
و قالَ ابنُ مُقْبل:
خَروج مِنَ الغُمَّى إذا صُكَّ صَكَّةً # بَدا و العُيُونُ المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُ
و أَنْشَدَنا شيْخُنا أَبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ محمدٍ الأَنْدَلُسِيُّ:
و ما يَكْشفُ الغَمَّاء إلاَّ ابن حُرَّةٍ # يَرَى غَمَرات المَوْت ثم يَزُورُها
و في النوادِرِ: اغْتَمَّ النَّبْتُ و اعْتَمَ طَالَ و الْتَفَ و كَثُرَ.
و أَرْضٌ مُغِمَّةٌ ، بضمِ الميم و كسْرِها، و مُعِمَّةٌ و مُغْلَوْلِية و مُعْلَوْلِية و عَمْياءُ و كَمْهاءُ: كُلٍّ ذلِكَ كَثِيرَةُ النَّباتِ مُلْتَفَّتُهُ.
و الغَمَمُ ، محرَّكةً: سَيَلانُ الشَّعَرِ حتى تَضِيقَ الجَبْهَة ، كما في الصِّحاح؛ و في المُحْكَم: الوَجْه، و القَفَا ، و في الصِّحاحِ: أَو القَفَا.
يُقالُ: هو أَغَمُّ الوَجْهِ و القَفَا ؛ و جَبْهَةٌ غَمَّاءُ ؛ و أَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لهدبَةَ بنِ الخَشْرَمِ:
فلا تَنْكحِي إنْ فَرَّقَ الدَّهرُ بَيْننا # أَغَمَّ القَفا و الوَجْهِ ليس بأَنْزَعا [1]
قالَ الزَّمَخْشرِيُّ: و هم يحبُّونَ النَّزَعَ و يَكْرهُونَ الغَمَمَ .
و تقولُ المرْأَةُ: إذا كانَ الفَقْر و النَّزَع قَلَّ الجَزَع، و إذا اجْتَمَعَ الفَقْرُ و الغَمَمُ تضاعَفَتِ الغُمَم .
و مِن المجازِ: سَحابٌ أَغَمُّ : لا فُرْجَة فيه.
و الغَمْغَمَةُ : أَصْواتُ الثِّوَرَةِ ؛ و في الصِّحاحِ: الثِّيرانِ، عندَ الذُّعْرِ، و أَصْواتُ الأَبْطالِ في الوَغَى عندَ القِتالِ ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
يَفْلِقْن كلَّ ساعِدٍ و جُمْجُمه # ضَرْباً فلا تَسْمع إلاَّ غَمْغَمَه [2]
و الجَمْعُ الغَماغِمُ؛ قالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
و ظَلَّ لثِيرانِ الصَّمِيمِ غَماغِمٌ # يُداعِسُها بالسَّمْهَريِّ المُغَلَّب [3]
و أَوْرَدَ الأَزْهرِيُّ هنا بَيْتاً نَسَبَه لعَلْقَمَةَ، و هو:
و ظَلَّ لثِيرانِ الصَّمِيمِ غَماغِمٌ # إذا دَعَسُوها بالنَّصِيِّ المُغَلِّب [4]
و أَيْضاً: الكَلامُ الذي لا يُبَيَّنُ ، و منه صفَةُ قُرَيْش:
فيهم غَمْغَمَةٌ ؛ كالتَّغَمْغُمِ فيهما؛ و قالَ عَنْتَرَةُ:
في حَوْمَةِ المَوْتِ التي لا يَشْتَكِي # غَمَراتِها الأَبْطالُ غيرَ تَغَمْغُمِ [5]
و الغَمِيمُ ، كأَميرٍ: لَبَنٌ يُسَخَّنُ حتى يَغْلُظَ ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ؛ لأنَّه غُمَّ أي غُطِّي.
و الغَمِيمُ : الغَمِيسُ ، و هو الكَلأُ تحتَ اليَبِيسِ، كما في الصِّحاحِ.
و قالَ غيرُهُ: هو النَّباتُ الأَخْضَرُ تحتَ اليابِسِ.
و غُمَّى ، كرُبَّى: ة في سَوادِ العِرَاق بينَ بَغْدادَ و بَرَدان، قالَهُ نَصْر.
و الغُمَّى : الأَمْرُ الشَّديدُ لا يُتَّجَهُ له ؛ قالَ مُغَلَّسُ:
حُبسْتُ بغَمّى غَمْرَةٍ فَتَرَكْتُها # و قد أَتْرُكَ الغَمَّى إذا ضاقَ بابُها [6]
و يُفْتَحُ مع المَدِّ و القَصْرِ و قد تَقَدَّمَ.
[1] بهذه الرواية ورد في اللسان و الصحاح و التهذيب 16/119 و الأساس و المقاييس 4/378 و التكملة، قال الصاغاني: و البيت مداخل و الرواية:
فلا تنكحي إن فرق الدهر بيننا # أكيبد مبطان الضحى غير أروعا
ضروبا بلحييه على عظم زوره # إذا القوم هشوا للفعال تقنعا
كليلا سوى ما كان من حد ضرسه # أغم القفا و الوجه ليس بأنزعا.