نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 17 صفحه : 423
صوم [صوم]:
صامَ صَوْماً و صِياماً ، بالكسْرِ، و اصْطَامَ : إذا أَمْسَكَ ، هذا أَصلُ اللُّغَةِ في الصَّوْمِ ، و في الشَّرْعِ: عن الطَّعامِ و الشَّرابِ.
و مِن المجازِ: صامَ عن الكَلامِ : إذا أَمْسَكَ عنه، و به فُسِّر قوْلُه تعالَى: إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمََنِ صَوْماً[1] ، أَي صَمْتاً بدَليلِ قوْلِه: فَلَنْ أُكَلِّمَ اَلْيَوْمَ إِنْسِيًّا .
و صامَ عن النِّكاح : تَرَكَهُ، و هو أَيْضاً داخِلٌ في حدِّ الصَّومِ الشَّرعيِّ، و منه 17- قوْلُ سُفيان بنِ عُيَيْنَة : الصَّوْمُ هو الصَّبْرُ، يَصْبِرُ الإِنْسانُ على الطَّعامِ و الشَّرابِ و النكاحِ، ثم قَرَأَ: إِنَّمََا يُوَفَّى اَلصََّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسََابٍ[2] .
و مِن المجازِ: صامَ عن السَّيْرِ ، إذا أَمْسَكَ.
و قالَ أَبو عبيدَةَ: كُلُّ مُمْسِكٍ عن طَعامٍ أَو كَلامٍ أَو سَيْرٍ هو صائِمٌ .
و قالَ الجَوْهريُّ: رجُلٌ صَوْمانُ ، أَي صائِمٌ ، ضُبِطَ بالفتحِ و بالضمِّ.
و يقالُ: رجُلٌ صَوْمٌ ، و رَجُلانِ صَوْمٌ ، و قَوْمٌ صَوْمٌ ، و امْرأَةٌ صَوْمٌ ، لا يُثَنَّى و لا يُجْمَعُ لأنَّه نعت بالمصْدَرِ، ج صُوَّامٌ ، كرُمَّانٍ بالواوِ، و صُيَّامٌ ، بالياءِ و صُوَّمٌ ، كرُكَّعٍ بالواوِ، و صُيَّمٌ ، بالياءِ، قَلَبُوا الواوَ لقُرْبِها مِن الطَّرَفِ، و صِيَّمٌ بالكسْرِ مع تَشْديدِ الياءِ عن سِيْبَوَيْه، كَسَرُوا لمَكانِ الياءِ، و صِيامٌ ، ككتابٍ، و صَيامَى ، كسَكَارَى و هذه نادِرَةٌ.
و صامَ مَنِيَّتَه: ذَاقَها.
و صامَ النَّعامُ: رَمَى بذَرْقِه ، و كَذلِكَ الدَّجاجَةُ، و يقالُ لوَقْفَتها عنْدَ ذلِكَ أو لسكونها بخُروجِ الأَذى، و هو مجازٌ.
و هو ، أَي ذَرْق النَّعامِ، صَوْمُه . و في المُحْكَمِ: الصَّوْمُ : عُرَّةُ النَّعامِ.
و في الفرقِ لابنِ السَّيِّد. هو سلحُ النَّعامِ، و أَنْشَدَ:
اتَّق اللَّهَ في الصَّلاةِ و دَعْها # إنَّ في الصَّوْمِ و الصَّلاةِ فَساداً
و يعْنِي بالصَّلاة إتْيانَ المرْأَةِ في دُبُرِها. و في المُحْكَم: صامَ النهارَ صَوْماً : أَلْقى ما في بَطْنِه، و يعْنِي بالنَّهارِ فَرخَ الكَرَوان.
و صامَ الرَّجُلُ إذا تَظَلَّلَ بالصَّوْمِ ، اسْمُ شَجَرَةٍ[3] ، عن ابنِ الأَعْرابيِّ.
قالَ الجَوْهرِيُّ بلُغَةِ هُذَيْل.
قالَ ابنُ بَرِّي: يشيرُ إلى قوْلِ ساعِدَةَ بنِ جُؤيَّةَ:
مُوَكَّلٌ بشُدوف الصَّوَم يَرقُبُها # من المَناظِر مَخْطوفُ الحَشَازَرِمُ [4]
و الشُّدُوفُ: الإشْخاصُ.
و قالَ غيرُهُ: الصَّوْمُ : شَجَرَةٌ على شكْلِ الإنْسان كَريهَةُ[5]
المَنْظَرِ جدّاً، يقالُ لثَمَرها رؤُوسُ الشَّياطِيْن، يعْني بالشَّياطِيْن الحيَّاتِ و ليسَ لها وَرَقٌ.
و قالَ أَبو حنيفَة: للصَّوْم هَدَبٌ و لا تَنْتَشِرُ أَفْنانُه، يَنْبُتُ نباتَ الأثَلِ و لا يَطُولُ طُولَه، و أَكْثرُ مَنابِته بِلادُ بني شَبابَةَ، و أَنْشَدَ قوْلَ ساعِدَةَ.
و مِن المجازِ: صام النَّهارُ : إذا اعْتَدَلَ و قامَ قائِمُ الظَّهيرَةِ ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، و منه قوْلُ امْرِيءِ القَيْسِ:
فدَعْها و سَلِّ الهَمَّ عنْكَ بجَسْرةٍ # ذَمُولٍ إذا صامَ النهارُ و هَجَّرا [6]
و مِن المجازِ: الصَّوْمُ : الصَّمْتُ ، و به فُسِّرَ قوْلُه تعالَى:
إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمََنِ صَوْماً ، عن ابنِ عبَّاسٍ و قد تقدَّمَ، و لا يَخْفَى أَنَّه مع قوْلِه أَمْسَكَ عن الكَلامِ تكْرارٌ.
و مِن المجاز: الصَّوْمُ رُكودُ الرِّيحِ ، و قد صامَتْ ، نَقَلَهُ الجَوْهريُّ.
[4] ديوان الهذليين 1/1940 برواية: «ينظرها من المغارب» و المثبت كرواية اللسان، و في اللسان رواية أخرى: «يبصرها من المعازب» و البيت من قصيدة لساعدة مجرورة القافية: ففي البيت إقواء لتغير حركة الروي من الجر إلى الرفع، و قبله في الديوان:
من فوقه شعف قرّ و أسفله # جيّ تنطق بالظيان و العتم.
[5] في القاموس كريهة مجرورة. و تصرف الشارح بالعبارة فاقتضى رفعها.
[6] ديوانه ط بيروت ص 94 برواية: «فدع ذا.. » و اللسان و التهذيب.
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 17 صفحه : 423