نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 17 صفحه : 411
و لقد مَرَرْتُ على قَطيعٍ هالكٍ # من مالِ أَصْرَمَ ذي عِيالٍ مُصْرِمِ [1]
أَرادَ بالقَطِيعِ هنا السَّوْطَ، أَلا تَراهُ يقولُ بعدَ هذا:
من بَعْدِ ما اعْتَلّتْ عليَّ مَطِيَّتي # فأَزَحْتُ عِلَّتَها فظَلَّتْ تَرْتَمِي [1]
يقولُ: أَزَحْتُ عِلَّتَها بضَرْبي لها.
و قد أَصْرَمَ الرَّجُلُ إِصْراماً إذا ساءَتْ حالُهُ و فيه تَماسُكٌ، و الأصْلُ فيه: أنَّه بَقِيَتْ له صِرْمَةٌ مِن المالِ أَي قِطْعَةٌ.
و الصُّرَامُ ، كغُرابٍ: الحَرْبُ ، اسْمٌ مِن أَسْمائِها، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عن الأَصْمَعيّ، كصَرامِ ، كقَطامِ.
و أَيْضاً: مِن أَسْماء الدَّاهِيَةِ ، و أَنْشَدَ اللّحْيانيُّ للكُمَيْت:
مآشيرُ ما كان الرَّخاءُ حُسافَةٌ # إذا الحَرْب سَمَّاها صُرامَ المُلَقِّبُ [2]
قالَ الأَصْمَعيُّ: يقولُ: مآشيرُ ما كانوا في رَخاءٍ و خِصْب، و هُم حُسافَةٌ ما كانوا في حَرْبٍ، و الحُسافَةُ ما تَناثَرَ مِن التَّمرِ الفاسِدِ.
و الصُّرامُ : آخِرُ اللَّبَنِ بعدَ التَّغْزِيرِ[3]إذا احْتاجَ إليه الرَّجُلُ حَلَبَهُ ضَرورَةً ، كذا نَصّ الصِّحاحِ.
و في المَثَلِ : قالَ بِشْرٌ:
أَلا أَبْلِغْ بني سَعْدٍ رَسُولاً # و مَوْلاهُمْ فقد حُلِبَتْ صُرامُ[4]
ضُبِطَ بالوَجْهَيْن.
قالَ الجَوْهَرِيُّ: أَي بَلَغَ العُذْرُ آخِرَهُ ، قالَ: و هذا قوْلُ أَبي عُبَيْدَةَ.
قالَ ابنُ بَرِّي في قوْلِ بِشْرٍ.
... فقد حُلِبَتْ صُرامُ .
يُريدُ الناقَةَ الصَّرِمَةَ التي لا لَبَنَ لها، قالَ: و هذا مَثَلٌضَرَبَه و جَعَلَ الاسْمَ مَعْرفَة يُريدُ الداهِيَةَ، قالَ: و قوْلُ الكُمَيْت يُقَوِّي قوْلَ الأَصْمَعيّ الذي تقدَّمَ.
و مِن المجازِ: جاءَ صَريمَ سِحْرٍ ، بكسْرِ [5] السِّيْن، أَي خائِباً يائِساً ، و في نسخةٍ: آيساً، قال:
أَيَذْهَبُ ما جَمَعْتُ صَريمَ سَحْرٍ # طَليقاً إنَّ ذا لَهُوَ العَجِيبُ [6]
أَي أَ يَذْهَبُ ما جَمَعْتُ و أَنا يائِسٌ منه.
وَ سَمَّوْا صُرَيْماً و صِرْمَى ، كزُبَيْرٍ و ذِكْرَى ، و مِن الأَخيرِ:
أَبو الحَسَنِ بنُ صِرْمَى المُحَدِّثُ المَشْهورُ، و مِن الأَوَّل صُرَيْمُ بنُ سعيدِ بنِ كعْبٍ: أَبو بَطْنٍ مِن قُضاعَةَ، و صُرَيْمُ بنُ وائِلَةَ بن كعْبٍ: بَطْنٌ مِن تيمِ الرّباب.
14- و أَصْرَمُ الشَّقَريُ ، محرَّكةً، الذي سَمَّاهُ النبيُّ، صلّى اللّه عليه و آله، زُرْعَةَ تَفاؤُلاً.
و أَصْرَمُ ، أو هو أُصَيْرِمُ الأَشْهَلِيُ الأَنْصارِيُّ، و اسْمُه عَمْرُو بنُ ثابِتٍ صَحابيَّانِ ، رَضِيَ اللَّهُ تعالَى عنهما.
و يقالُ: هو صَرْمَةٌ[7]من الصَّرَماتِ ، محرَّكةً، أَي بَطيءُ الرُّجوعِ من غَضَبِه ، و هو مجازٌ.
*و ممَّا يُسْتدركُ عليه:
قالَ سِيْبَوَيْه: و قالوا للصَّارِمِ صَرِيمٌ كما قالوا ضَرِيبُ قِداحٍ للضَّارِبِ.
و الصُّرْمُ ، بالضمِّ: الهِجْرانُ و القطعَةُ.
و المُصارَمةُ : المُهاجَرَةُ و قَطْعُ الكَلامِ.
و تَصْرِيمُ الحِبالِ: تَقْطيعُها، شُدِّدَ للكَثْرَةِ.
و صَرَمْتُ أُذُنَه و ضَلَمْتُ بمعْنًى واحِدٍ.
و الصَّرِيمُ : الذي صُرِمَتْ أُذُنُه، و الجَمْعُ: صُرْمٌ بالضمِّ.
و أَدْبَرَتِ الدُّنيا بصَرْمٍ ، أَي بانْقِطاعٍ و انْقِضاءٍ.
[3] في القاموس: «التغريز» و الأصل كاللسان و المقاييس 3/344.
[4] المفضلية 97 بيت رقم 15 و اللسان و الصحاح و المقاييس 3/344.
[5] ضبطت في القاموس بالقلم، بفتح السين، و بهامش المطبوعة المصرية: «قوله بكسر السين و صوابه بفتح السين كما هو مضبوط في التكملة و اللسان» و في الأساس بفتحها أيضاً.