نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 16 صفحه : 81
و تَهِمَ البَعيرُ تَهَماً : إذا اسْتَنْكَرَ المَرْعَى فلم يَسْتَمْرِئْهُ و سَاءَ حالُهُ.
و تِهامهُ ، بالكسْرِ. قالَ شيْخُنا: و هو المَعْروفُ و لا يُفْتَح إلاَّ مع النَّسَبِ كما في الفَصِيحِ و شرُوحِه. و بسطَه الفيومّي في المصْباحِ فقَوْل السَّيِّد الحمويّ في شرْحِ الكَنْز في بابِ العشرِ و الخَرَاجِ مِن الجِهادِ: إنّه يجوزُ في تِهامَة الفَتْحُ أَي بغيرِ نَسَبٍ لا يُعْرفُ في شيءٍ من الدَّوَاوِيْن: مَكَّةُ، شرَّفَها اللَّهُ تعالَى ، يجوزُ أَنْ يكونَ اشْتِقاقُها مِن الأوَّل لأنَّها سَفُلَتْ عن نجد فَخَبُث رِيحُها، أَو مِن التَّهَمِ و هو شِدَّةُ الحَرِّ و سُكون الرِّيحِ.
و تِهامَهُ أَيْضاً: اسمُ أَرْضٍ [1] م أَي مَعْروفَة، و هي ما بينَ ذاتِ عِرْق إلى مَرْحَلَتَيْن من وَرَاء مكَّة، و ما وَرَاء ذلِكَ مِن الغَرْب فهو غَوْر، و نَجْد ما بينَ العُذَيْب إلى ذاتِ عِرْق و إلى اليَمامَة و إلى جَبَلَيْ طَيىءٍ، و إلى وَجْرة و إِلى اليَمَنِ، و ذاتُ عِرْق أَوَّل تِهامَة إلى البَحْر و جُدَّةَ، و المَدينَةُ لا تِهامِيَّة و لا نَجْديَّة. و يقالُ: إنَّ الصَّحيحَ أنَّ مكَّةَ من تِهامَة كما أنَّ المَدينَةَ مِن نَجْد، لا د أَي ليسَ تِهامَه اسم بَلَدٍ، و وَهِمَ الجَوْهرِيُ في ذلِكَ.
و هو تِهامِيُّ ، بالكَسْرِ و تَهامٍ ، بالفتْحِ. قالَ الجوْهرِيُّ: إذا فُتِحَتِ التاءُ لم تُشَدَّد كما قالوُا:
رجُلٌ يَمانٍ و شآمٍ، إلاَّ أَنَّ الأَلِفَ في تَهامٍ مِن لفْظِها، و الأَلف في شآمٍ و يَمانٍ عِوَضٌ مِن ياءِ النِّسْبةِ.
و وَجَدْت بخطِّ أَبي زكريا ما نَصَّه: الصَّوابُ من إحْدَى ياءَي النَّسَبِ و أَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لابنِ أَحْمر:
و كنَّا و همْ كابْنَيْ سُباتٍ تَفَرَّقا # سِوىً ثم كانا مُنْجِداً و تَهامِيَا
و أَلْقى التَّهامِي منهما بِلَطانِه # و أَحْلَط هذا لا أَرِيمُ مَكانِيَا [2]
و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لأَبي بكْرِ بنِ الأسْود اللَّيْثي، و يُعْرَف بابنِ شعوب، و هي أُمُّه:
ذَرِيني أَصْطَبِحْ يا بكْرُ إنِّي # رأَيتُ الموتَ نَقَّب عن هِشامِ
تَخَيَّره و لم يَعْدِلْ سِواهُ # فَنِعْمَ المَرْءُ من رجُل تَهامِ ! [3]
و في المُحْكَمِ: النَّسَبُ إلى تِهامَه تِهامِيُّ و تَهامٍ على غيرِ قِياسٍ، كَأَنَّهم بَنَوا الاسمَ على تَهْمِيّ أَو تَهَمِيّ ، ثم عَوَّضُوا الأَلِفَ قبْل الطَّرف مِن إحْدَى الياءَيْن اللاَّحِقَتَيْن بعْدَها، و هذا قَوْلُ الخَلِيلِ.
و قومٌ تَهامونَ كَيمانونَ. و قالَ سِيْبَوَيْه: و منهم مَنْ يقولُ تَهامِيّ و يَمانِيّ و شَآمِيَّ بالفتحِ مع التّشْديدِ، نَقَلَه الجوْهرِيُّ.
و المِتْهامُ ، بالكسْرِ، الرجُلُ الكثيرُ الإِتْيانِ إِليها. و إِبِلٌ مَتاهِيمَ و مَتاهِمُ : تأْتي تِهامَةَ ، و أَنْشَدَ الجوْهرِيُّ:
أَلا انْهَماها إنَّها مَناهِيمْ # و إِنَّنا مَناجِدٌ مَتاهِيمْ [4]
يقولُ: نَحْن نَأْتي نَجْداً ثم كثيراً ما نأْخُذُ منها إلى تِهامَةَ .
و أَتْهَمَ الرَّجُلُ: أَتاها أَو نزلَ فيها ، و كذلِكَ النَّازِل بمكَّة يقالُ له مُتْهِمٌ ، و قالَ الممزَّقُ العَبْدِيُّ:
فإِنْ تُتْهِمُوا أُنْجِدْ خِلافاً عليهم # و إنْ تُعْمِنوا مُسْتَحْقبي الحَرْب أُعْرِق [5]
و قالَ الرِّياشيُّ: سَمِعْت الأَعْرابَ يقولُونَ: إذا انْحدَرْت مِن ثَنايَا ذاتِ عِرْق فقد أَتْهَمْت ، كتاهَمَ و تَتهَّمَ أَتَى تِهامَةَ ، قالَ أُمَيَّةُ الهُذَليُّ:
شَآم يَمان مُنْجِد مُتَتَهِّم # حِجازيَّة أعْراضُه و هو مُسْهِلُ [6]
و أَتْهَمَ البَلَدَ: اسْتَوْخَمَه و اسْتَخْبَثَ رِيْحَه.
و التَّهَمُ ، محرَّكةً: شِدَّةُ الحَرِّ و رُكودُ الرِّيحِ ، قيلَ: به سُمِّيت تِهامَهُ .
و التَّهْمَةُ ، بالفتْحِ: البَلْدَةُ.
[1] في القاموس بالضم منونة، و تصرف الشارح بالعبارة فاقتضى الجرّ.