و هو جَوْزُ الهِنْدِ، واحِدَتُه بهاءٍ، و قد يُهْمَزُ ، نَقَلَه اللَّيْثُ، قالَ: و عامَّةُ أَهْلِ اليمنِ لا يَهْمزُونَ.
و قالَ أَبو حَنيفَةَ: أَخْبَرني الخَبِير أَنَ تَخْلَتَه [3] طَويْلَةٌ مِثْل النَّخْلةِ سواء إلاَّ أَنَّها لا تكونُ غَلْباء نَميدُ بِمُرْتَقيها حتى تُدْنِيَهُ من الأرضِ لِيناً ، قالَ: و يكونُ في القِنْوِ الكريم منها ثَلاثونَ نارَجِيلَةً ، انتهَى، و لها لبَنٌ يُسَمَّى الإطْراقَ قد ذُكِرَ في حَرْف القافِ ، قالُوا: و خاصِيَّة الزَّنِخِ منها إسْهالُ الدِّيدانِ، و الطَّرِيُّ باهِيٌّ جدًّا كيفَ اسْتُعْمِل خاصَّةً باللَّبَنِ، و هناك شيءٌ علىََ هَيْئَةِ هذا النارَجِيل ينْبُتُ في الشّعوبِ و الجَزائرِ في البَحْرِ يُعْرفُ بنارَجِيلِ البَحْرِ، ذُكِرَ له خواصٌّ كثيرَةٌ منها تَخْلِيص المَفْلُوج، و تَحْريكُ البَاء؛ و قد رأَيْت لبعضِالمتَأَخِّرين مِن الأطِبَّاء فيه تأْلِيفاً مُسْتقلاً، و المِثْقالُ منه بنصْفِ دِينار في مِصْرَ القاهِرَة، حَرَسَها اللَّهُ تعالَى.
نزل [نزل]:
النُّزولُ ، بالضَّمِ: الحُلولُ ، و هو في الأَصْلِ انْحطاطٌ مِن عُلوٍّ و قد نَزَلَهم و نَزَلَ بهم و نَزَلَ عليهم يَنْزِل ، كيَضْرِب، نُزُولاً ، بالضَّمِ، و مَنْزَلاً ، كمَقْعَدٍ و مَجْلِسٍ و هذه شاذَّةٌ أَنْشَدَ ثَعْلَب:
أَرادَ: أَ أَن ذَكَّرْتك نُزولُ جُمْلٍ إيَّاها، الرَّفْع في قوْلِه منزلُها صَحيحٌ، و أَنَّث النزولَ حينَ أضافَهُ إلى مُؤَنَّث.
قالَ ابنُ بَرِّي: تقْديرُه أَ أَنْ ذَكَّرتك الدارَ نُزولَها جُمْلُ، فَجُمْلُ فاعِلٌ بالنُّزولِ ، و النُّزولُ مَفْعولٌ ثانٍ بذَكَّرتك، و أَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ هذا البَيْت و قالَ: نصب المَنْزل لأنَّه مَصْدَرٌ، حَلَّ. قالَ شيْخُنا: أَطْلَق المصنِّفُ في هذه المادَّةِ و فيها فُرُوقٌ منها: أَنَّ الرَّاغِبَ قالَ: ما وَصَلَ مِن الملأِ الأَعْلى بِلا وَاسِطَةٍ تَعْدِيَته بعَلَى المُخْتصّ بالعُلُوِّ أَوْلَى، و ما لم يكُنْ كذلِكَ تَعْدِيَته بإلى المُخْتصّ بالاتِّصالِ أَوْلَى، و نَقَلَه الشَّهاب في العنايةِ و بَسَّطه في أَثْناء آلِ عِمْران.
و نَزَّلَهُ تَنْزيلاً و أَنْزَلَهُ إنْزالاً و مُنْزَلاً ، كمُجْمَلٍ، و اسْتَنْزَلَه بمعْنًى واحِدٍ.
قالَ سِيْبَوَيْه: أَبو عَمْرو يفرُقُ بينَ نَزَّلْت و أَنْزَلْت و لم يذْكُرْ وَجْهَ الفَرْق.
قالَ أَبو الحَسَنِ: لا فَرْق عنْدِي بَيْنهما إلاَّ صيغَة التَّكْثير في نزَّلْت في قِراءَةِ ابنِ مَسْعود و أَنْزَل المَلائِكةَ تَنْزِيلاً [5] ؛ أَنْزَلَ كنَزَّل .
قالَ شيْخُنا: و فرَّقَ جماعَةٌ مِن أَرْبابِ التَّحْقيقِ فقالُوا:
التَّنْزيلُ تَدْريجيٌّ و الإنْزِالُ دَفعيٌّ كما في أَكْثَر الحَواشِي الكَشَّافية و البَيْضاوِيَّة، و لمَّا وَرَدَ اسْتِعْمال التَّنْزِيلِ في الدَّفْعيّ زَعَمَ أَقوام أَنَّ التَّفْرقَةَ أَكْثَرية و أَنَّ التَّنْزيلَ يكونُ في الدَّفْعيّ أَيْضاً، و هو مَبْسوطٌ في مواضِعٍ مِن عنايَةِ القاضِي، انتَهَى.
[1] اللسان، و بهامشه كتب مصححه: قوله: إن تلقى، هكذا في الأصل، و الوجه إن تلق، بالجزم، و لعله أشبه الفتحة فتولدت من ذلك الألف.
[2] ديوان الهذليين 2/120 و اللسان و عجزه في الصحاح، و بالأصل «تذيل» .
[3] ضبطت في القاموس بالضم، و تصرف الشارح بالعبارة فاقتضى نصبها.
[4] اللسان و الصحاح و فيهما «ا إن ذكرتك» في البيت و في الشرح.