نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 15 صفحه : 727
قلْتُ: و منه اشْتِقاقُ المندل الذي يَسْتَعْملُه أَهْلُ الدَّعْوَةِ، و لهم في فَتْحِه طُرُقٌ شَتَّى ذَكَرَها شيخُ مشايخِنا الشيخُ محمدُ الكشناوي في بهجةِ الآفاقِ.
و النِّيدِلانُ ، بكسرِ النونِ و الدَّالِ و تُضَمُّ الدَّالُ ، نَقَلَها ابنُ الأعْرَابيِّ؛ و النَّيدَلُ بكسرِ النُّونِ و فتحِها كدِرْهَم و صَيْقَل، و تَثْليثِ الدَّالِ أَي مع كسرِ النونِ و فتحِها، و بفتحِ النُّونِ و ضمِ الدَّالِ، و النِّئدُلانُ مَهْموزَةً ، قالَ ابنُ جنِّي: هَمْزتُه زائِدَةٌ حدَّثَني بذلِكَ أْبو عليٍّ، بكسرِ النُّونِ و الدَّالِ و تُضَمُّ الدَّالُ أَيْضاً، و النَّئدُلُ مَهْموزَةً بكسرِ النُّونِ و فتحِها و ضمِ الدَّالِ ، و هذه عن ابنِ بَرِّي قالَ: و الهَمْزةَ زائِدَةٌ و هي ثالِثُ زِئْبرٍ و ضِئْبلٍ، كما تقدَّمَتِ الإشارَةُ إليه في الضادِ مع اللامِ، الكَابُوسُ ، عن الفارِسِيّ، أَو شيءٌ مثْلُهُ ، فهي ثلاثُ عَشَرَة لُغَةٍ و لم يذْكرِ النَّيْدَلان بفتحِ النونِ و الدالِ و بضمِ الدالِ أَيْضاً، و قد اقْتَصَرَ عليهم الجوْهَرِيُّ فصَارَ الجَمِيعُ خَمْسَ عَشَرَةَ، و أَنْشَدَ ثَعْلَب:
نِفْرِجة القَلْب قليل النَّيْلْ # يُلْقى عليه النَّيْدُلان باللَّيْلْ [1]
و المِنْديلُ ، بالكسرِ على تَقْدِيرِ مِفْعِيل، و الفتحِ و هو نادِرٌ و اسْتِعْمال العامَّة فيه أَكْثر، و المِنْدَلُ كمِنْبَرٍ : اسمُ الذي يُتَمَسَّحُ به ، قيلَ: مِن النَّدْلِ الذي هو الوَسَخُ، و قيلَ: مِن النَّدْلِ الذي هو التَّنادل [2] ، و الجَمْعُ المَنادِيلُ ؛ و قد تَنَدَّلَ به و تَمَنْدَلَ أي تَمَسَّحَ مِن أَثَرِ الوَضوءِ و الطَّهورِ، و كَذلكَ تَمَدَّلَ بغيرِ النّونِ، و قد ذُكِرَ في موْضِعِه.
قالَ الجوْهَرِيُّ: و أَنْكَرَ الكِسائيُّ تَمَنْدَلْت بالمِنْدِيل ، نَقَلَه عن أَبي عُبَيْد.
قلْتُ: و أَجازَهُ ابنُ الأعْرَابيِّ.
و نَوْدَلَ الشيخُ: اضْطَرَبَ كِبْراً فهو مُنَوْدِلٌ .
و في نوادِرِ أَبي زَيْدٍ: يقالُ نَوْدَلَتْ خُصْيَتاهُ إذا اسْتَرْخَتا ، يقالُ: جَاءَ مُنَوْدِلاً خُصْياه؛ قالَ الرَّاجزُ:
كأَنَّ خُصْيَيْهِ إذا ما نَوْدَلا # أُثْفِيَّتانِ تَحْمِلان مِرْجَلا [3]
و قالَ الأصْمَعِيُّ: مَشَى الرجُلُ مُنَوْدِلاً إذا مَشَى مُسْتَرْخِياً، و أَنْشَدَ:
الخ و النِّيْدِلُ ، كزِبْرِجٍ: الأَمْرُ الجَسِيمُ ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.
و دول انْدَالَ بَطْنُه إِذا سَالَ، مَوْضِعُه «د و ل» ، و ذِكْرُه هنا وَهَمٌ للجوهرِيِ و قد نَبَّه على ذلِكَ ابنُ بَرِّي في حاشِيَتِه فقالَ:
انْدَالَ وَزْنُه انْفَعَل فنُونُه زائِدَةٌ و ليْسَتْ أَصِليَّة، فحقُّه أَنْ يُذْكَرَ في فَصْلِ دول.
*و ممَّا يُسْتدركُ عليه:
انْتَدَلَ المالَ: احْتَمَلَهُ.
و المِنْدَلُ ، كمِنْبَرٍ: الرجُلُ يُخْرجُ الدَّلْو مِن البِئْرِ، و قد نَدَلَها منها.
و النَّدُولُ ، كصَبُورٍ: الامْرَأَةُ الوَسخَةُ، و يُوصَفُ به الرجُلُ أَيْضاً، و كذلِكَ الضَّبُعُ و اللَّبُؤَةُ و الكَلْبَةُ؛ و أَيْضاً اسمُ مَوْضِعٍ، و بكلِّ ذلِكَ فسِّرَ قَوْلُ الشاعِرِ أَنْشَدَه أَبو زَيْدٍ:
بِتْنا و باتَ سَقِيطُ الطَّلِّ يضرِبُنا # عند النَّدُولِ قِرانا نَبْحُ دِيراسِ [7]
و يقالُ للسقاءِ إذا تَمَخَّضَ: هو يُهَوْذِل و يُنَوْدِل ، الأُوْلَى بالذالِ و الثانيةُ بالدالِ.