responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 14  صفحه : 181

و قالَ الرَّاغِبُ: الحِيلَةُ ما يُتَوصَّلُ به إِلى حالَةِ ما فيه خُفْيَة و أَكْثَرُ اسْتِعْمَالِه فيمَا في تَعاطِيهِ حنثٌ‌ [1] و قد يُسْتَعْملُ فيمَا في اسْتِعْمالِه حِكْمَةٌ، و لهذا قيلَ في وصْفِه تعالَى: وَ هُوَ شَدِيدُ اَلْمِحََالِ [2] أَي الوُصُولِ إِلى‌ [3] خُفْيةٍ من الناسِ إِلى ما فيه حِكْمَةٌ، و على هذا النَّحْوِ وصِفَ بالمَكْرِ و الكَيْدِ لا على الوصْفِ المَفْهومِ‌ [4] ، تعالَى اللَّهُ عن القَبيحِ، قالَ: و الحِيلَةُ من الحَوْلِ و لكن قُلِبَ واوُه لإِنْكِسارِ ما قَبْلِه و منه قيلَ رجُلٌ حُوَّلٌ . و قالَ أَبُو البَقَاءِ: الحِيلَةُ من التَّحَوُّلِ لأَنَّ بها يتحَوَّلُ من حالٍ إِلى حالٍ بنوع تَدْبيرٍ و لطْفٍ يَحِيلُ بها الشي‌ءَ عن ظاهِرِهِ و شاهِدُ الحَوِيل قَوْلُ بشامة بن عمرو:

بعينٍ كعينِ مفيضِ القداحِ # إِذا ما أَرَاغَ يُرِيدُ الحويلا

و قال الكُمَيتُ:

يفوت ذوي المفاقر أَسهلاه # من القنّاص بالغدر العتولِ

و ذاتِ اسْمَيْن و الأَلوانُ شَتَّى # تُحَمَّق و هي كَيِّسة الحَوِيلِ [5]

يعْنِي: الرَّخَمَة، و ذَوُو المَفَاقِر الذين يَرْمُون الصَّيْد على فقرةٍ أَي إِمْكَان.

و الحِوَلُ و الحِيَلُ كعِنَبٍ فيهما و الحِيلاتُ بالكسرِ جُموعُ حِيلَةٍ الأَوَّلُ نظراً إِلى الأَصْلِ، و اقْتَصَرَ ابنُ سِيْدَه على أَوَّلِهما.

و رجُلٌ حُوَلٌ كصُرَدٍ و بُومَةٍ و سُكَّرٍ و هُمَزَةٍ ، و هذه من النَّوادِرِ و حَوالِيُّ ، بالفتحِ‌ و يُضَمُّ، و حَوْلُوَلٌ و حُوَّلِيُّ كسُكَّرِيٍ‌ ثمانِيَةُ لُغاتٍ ذَكَرَهُنَّ ابنُ سِيْدَه ما عَدا الثانِيَةِ و الأَخِيْرةِ، فقد ذَكَرَهما الصَّاغَانيُّ، أَي‌ شديدُ الاحْتِيَالِ . و رجُلٌ حَوَلْولٌ : مُنْكَر كَمِيْش، من ذلِكَ.

و رجُلٌ حُوَالِيُّ و حُوَّلٌ : بَصِيرٌ بتَحْويلِ الأُمورِ، و هو حُوَّلٌ قُلَّبٌ و حُوَّلى قُلَّب و حُوَّليُّ قُلَّبيُّ بمعْنًى. و يقالُ: ما أَحْوَلَهُ و أَحْيَلَهُ و هو أَحْوَلُ منكَ و أَحْيَلُ مُعَاقَبة أَي أَكْثَرُ حِيْلَة ، عن الفرَّاءِ.

و يقالُ: لا مَحالَةَ منه بالفتحِ‌ أَي‌ لا بُدَّ ، يقالُ: المَوْتُ آتٍ لا مَحالَةَ .

و المُحالُ من الكَلامِ بالضمِ ما عُدِلَ‌ به‌ عن وَجْهِهِ‌ ، و قالَ الرَّاغِبُ هو ما جُمِعَ فيه بَيْن المُتَنَاقِضَيْن و ذلِكَ يوجدُ في المقالِ نحو أَنْ يقالَ جسْمٌ واحِدٌ في مَكَانَيْن في حالَةٍ واحِدَةٍ. و قالَ غيرُه: هو الذي لا يتصَوَّرُ وُجُوُدُه في الخارِجِ.

و قيلَ: المُحالُ : الباطِلُ مِن حالَ الشي‌ءُ: يَحُولُ إذا انْتَقَلَ عن جِهَتِه‌ كالمُسْتَحيلِ ، يقالُ: كَلامٌ مُسْتَحيلٌ أي مُحالٌ . و اسْتَحالَ الشي‌ءُ: صَارَ مُحالاً . و أَحالَ أَتَى به‌ أَي بالمُحالِ ، زَادَ الصَّاغَانيُّ: و تَكَلَّم به. و المِحْوالُ كمِحْرابٍ الرَّجُلُ‌ الكثيرُ المُحالِ في الكَلامِ، عن اللَّيْثِ.

و حَوَّلَهُ تَحْويلاً جَعَلَهُ مُحالاً . و حَوَّلَه إِليه أَزَالَهُ. و قالَ الرَّاغِبُ: حَوَّلْتُ الشي‌ءَ فتَحَوَّلَ غَيَّرْتُه إِمَّا بالذَّاتِ أَو بالحُكْمِ أَو بالقَوْلِ.

و قَوْلُك: حَوَّلْت الكِتَابَ هو أَنْ تَنْقلَ صُورَة ما فيه إِلى غيرِه من غيرِ إِزَالَةٍ للصورةِ الأُوْلَى، و الاسمُ‌ الحِوَلُ و الحَوِيلُ كعِنَبٍ و أَميرٍ ، و منه قَوْلُه تعالَى: لاََ يَبْغُونَ عَنْهََا حِوَلاً ، كما في المُحْكَمِ كما سَيَأْتي.

و حوّلَ الشَّي‌ءُ تَحَوَّلَ لازِمٌ مُتَعَدٍّ و قَوْلُ النابِغَةِ الجعْدِي:

أكَظَّكَ آبَائي فَحَوَّلْتَ عنهم # و قلت له: يا ابنَ الحِيالا تحوَّلا [6]

يَجوزُ أَنْ يُسْتعملَ فيه حَوَّلْت مكانَ تَحَوَّلت ، و يجوزُ أَنْ يريدَ حَوَّلْت رَحْلَك فحذفَ المَفْعول و هذا كَثيرٌ كما في المُحْكَمِ؛ و في العُبَابِ: حَوَّلْت الشي‌ءَ نَقَلْتُه من مكانٍ إلى مكانٍ، و حَوَّلَ أَيْضاً بنفْسِه يَتَعَدَّى و لا يَتَعَدَّى قالَ ذُو الرُّمَّةِ:

إِذا حَوَّل الظِّلُّ العَشِيَّ رأَيْته # حَنِيفاً و في قَرْن الضُّحى يَتَنَصَّر [7]

يَصِفُ الحرْباءَ يعْنِي تَحَوَّل هذا إذا رَفَعْت الظِّلّ على أَنَّه


[1] في المفردات: خبث.

[2] الرعد الآية 13.

[3] في المفردات: في خفية.

[4] في المفردات: المذموم.

[5] الثاني في اللسان و المقاييس 2/121 و الصحاح.

[6] اللسان.

[7] اللسان و الصحاح.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 14  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست