نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 14 صفحه : 182
الفاعِلُ، و فَتَحْت العَشِي على الظَّرْفِ؛ و يُرْوَى: الظِّلَّ العَشِيُّ على أَنْ يكونَ العَشِيَّ هو الفاعِلُ و الظِّلّ مَفْعولٌ به.
و قالَ شَمِرٌ: حَوَّلَتِ المَجَرَّةُ: صارَت في وَسَطِ السَّماءِ و ذلك في شِدَّةِ الصَّيفِ و إِقْبال الحَرِّ قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
و شُعْثٍ يَشُجُّون الفَلا في رُؤُوسه # إذا حَوَّلَتْ أُمُّ النجومِ الشَّوابِكِ [1]
و يقالُ: قَعَدَ هو حَوالَيْهِ بفتحِ اللامِ و كَسْرِ الهاءِ مُثَنَّى حوال و حَوْلَهُ و حَوْلَيْهِ مُثَنَّى حَوْلَ و حَوَالَهُ كسَحَابٍ و أَحْوالَهُ على أَنَّه جَمْع حول بمْعنًى واحِدٍ. قالَ الصَّاغَانيُّ: و لا نقل حَوالِيه بكَسْرِ اللامِ، و 14- في حدِيثِ الدُّعاءِ : اللَّهُمَّ حَوالَيْنا و لا عَلَينا» . و قالَ الرَّاغِبُ: حَوْلُ الشيء جانِبه الذي يمكِنُه أَنْ يُحَوَّلَ إليه قالَ اللَّهُ تعالَى: اَلَّذِينَ يَحْمِلُونَ اَلْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ[2] و في شَرْحِ شَواهِدِ سِيْبَوَيْه: و قد يقالُ: حَوَالَيْك و حَوْلَيْك و إنَّما يُرِيدُون الإحاطَةَ من كلِّ وَجْهِ و يقسِّمُون الجِهَات التي تُحِيطُ إلى جِهَتَيْن، كما يقالُ: أَحَاطُوا به من جانِبَيْه و لا يُرَادُ أنَّ جانِباً من جَوانِبِه خَلا، نَقَلَه شيْخُنا و شاهِدُ الأَحْوالِ قَوْلُ امرِىءِ القَيْسِ:
فَقَالَتْ: سَبَاكَ اللَّهُ إنّك فاضِحِي # أَ لَسْتَ تَرَى السُّمَّارَ و الناس أَحْوالي [3]
قالَ ابنُ سِيْدَه: جَعَلَ كلّ جزءٍ من الجِرْم المُحِيط بها حَوْلاً ، ذَهَبَ الى المُبالَغةِ بذلِكَ أَي أَنَّه لا مَكانَ حَوْلَها إلاَّ و هو مَشْغولٌ بالسُّمَّار، فذلِكَ أَذْهَبُ في تَعَذُّرِها عليه.
و احْتَوَلوهُ : احْتَاشُوا عليه ، و نصّ المُحْكَمِ و العُبَابِ:
احْتَوَشُوا حَوَالَيْه .
و حاوَلَهُ حِوالاً بالكسرِ و مُحاوَلَةً : رامَهُ و أَرَادَه، كما في المُحْكَمِ، و الاسمُ الحَوِيلُ كأَميرٍ، كما في العُبَابِ، و منه قَوْلُ بشامة بنِ عَمْرِو و الذي تقدَّمَ.
و كلُّ ما حَجَزَ بَيْن شَيْئَيْن فقد حالَ بَيْنهما حَوْلاً ؛ قالَ الرَّاغِبُ: يقالُ ذلِكَ باعْتِبارِ الانْفِصالِ دونَ التَّغْييرِ؛ قالَ اللَّهُ تعالَى: وَ اِعْلَمُوا أَنَّ اَللََّهَ يَحُولُ بَيْنَ اَلْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ[4] أييحجزُ، و قالَ الرَّاغِبُ: فيه إشارَةٌ إلى ما قيلَ، في وصْفِه مُقَلّب القُلُوبِ و هو أَنْ يُلْقِي في قَلْبِ الإِنْسانِ ما يَصْرفُه عن مُرَادِه للحِكْمَةٍ تَقْتَضِي ذلكَ، و قيلَ: على ذلِكَ، وَ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ مََا يَشْتَهُونَ[5] ، و في العُبَابِ: أَي يَمْلكُ عليه قَلْبَه فيَصْرفُه كيفَ شاءَ. قالَ الرَّاغِبُ: و قالَ بعضُهم في معْنَى قَوْلِه يَحُولُ بَيْنَ اَلْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ ، هو أَنْ يَهْلِكَه [6] أو يَردَّه إِلىََ أَرْذَلِ اَلْعُمُرِ لِكَيْلاََ يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً .
و اسمُ الحاجِزِ : الحِوَالُ و الحُوَلُ ككِتابٍ و صُرَدٍ و جَبَلٍ ، و في المُحْكَمِ: الحِوال و الحَوال و الحَوَل ؛ و في العُبَابِ:
قالَ اللَّيْثُ: الحِوَالُ بالكسرِ كلُّ شيءٍ حَالَ بَيْن اثْنَيْن، يقالُ هذا حِوَالٌ بَيْنهما أَي حائِلٌ بَيْنهما كالحِجَازِ و الحاجِزِ.
و حَوالُ الدَّهْرِ كسَحابٍ تَغَيُّرُه و صَرْفُه قالَ مَعْقلُ بنُ خُوَيْلدٍ:
و هذا من حُولَةِ الدَّهْرِ بالضمِ و حَوَلانِه محرَّكةً و حِوَلِه كعِنَبٍ و حُوَلائِهِ بالضمِ مَعَ فتحِ الواوِ أي من عَجائِبِه ، و يقالُ أَيْضاً: هو حُولَةٌ من الحُوَلِ أي دَاهِيَةٌ من الدَّواهِي.
و تَحَوَّلَ عنه: زَالَ إِلى غيرِهِ و هو مُطَاوعُ حَوَّلَهُ تَحْويلاً و الاسمُ الحِوَلُ كعِنَبٍ، و منه قَوْلُه تعالَى: لاََ يَبْغُونَ عَنْهََا حِوَلاً[8] و جَعَلَه ابنُ سِيْدَه اسْماً من حَوَّلَه إليه؛ و في العُبَابِ: في معْنَى الآيَةِ أي تَحَوُّلاً ، يقالُ حَالَ من مَكانِه حِوَلاً ، و عادَني حُبُّها عِوَداً. و قيلَ: الحِوَلُ الحِيلَةُ ، فيكونُ المَعْنَى على هذا الوَجْهِ لا يَحْتالُون مَنْزِلاً عنها.
و تَحَوَّلَ حَمَلَ الكارَة على ظَهْرِهِ و هي الحالُ يقالُ تَحَوَّلَ حالاً حَمَلَها.
و تَحَوَّلَ في الأَمْرِ احْتالَ و هذا قد تقدَّمَ.
و تَحَوَّلَ الكِساءَ جَعَلَ فيه شيئاً ثم حَمَلَهُ على ظَهْرِهِ كما في المُحْكَمِ.