responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 12  صفحه : 8

و هو من قوله تعالى: إِنَّ اَللََّهَ بََالِغُ أَمْرِهِ [1] .

و جَيْشٌ بَلْغٌ كَذََلِكَ، أي: بالِغٌ .

و قال الفَرّاءُ: رَجُلٌ بِلْغٌ مِلْغٌ، بكَسْرِهِمَا: إِتْباعٌ، أي خَبِيثٌ‌ مُتَنَاهٍ في الخَباثَةِ.

و البَلْغُ بالفَتْحِ، و يُكْسَرُ، و البِلَغُ كعِنَبٍ، و البَلاغَى مثل: سَكَارَى وَ حُبَارَى‌ و مِثْلُ الثّانِيَةِ: أَمْرٌ بِرَحٌ، أي: مُبَرِّحٌ، وَ لَحْمٌ زِيَمٌ، و مَكانٌ سِوًى، و دِينٌ قِيَمٌ، و هو: البَلِيغُ الفَصِيحُ‌ الَّذِي‌ يَبْلُغُ بِعِبَارَتِه كُنْهَ ضَمِيرِه، وَ نِهَايَةَ مُرَادِه، و جَمعُ البَلِيغِ ، بُلَغََاءَ ، و قَدْ بَلُغَ الرَّجُلُ‌ كَكَرُمَ‌ بَلاغَةً ، قال شَيْخُنا:

وَ أَغْفَلَهُ المُصَنِّفُ تَقْصِيرًا، أي: ذِكْرَ المَصْدَرِ، و المَعْنَى:

صارَ بَلِيغاً .

قُلْتُ: و البَلاغَةُ عَلَى وَجْهَيْن‌ [2] :

أَحَدُهُما: أَنْ يَكُونَ بِذَاتِه بَلِيغاً وَ ذََلِكَ بأَنْ يَجْمَعَ ثَلاثَةَ أَوْصَافٍ: صَوَاباً في مَوْضوعِ لُغَتِه، و طِبْقًا للمَعْنَى المَقْصُودِ بِهِ، و صِدْقًا في نَفْسِهِ، و مَتَى اخْتُرِمَ وَصْفٌ مِنْ ذََلِكَ كانَ نَاقِصاً في البَلاغَة .

وَ الثاني: أَنْ يَكُونَ بَلِيغاً بِاعْتِبَارِ القائِلِ وَ المَقُولِ لَهُ، و هُو أَنْ يَقْصِدَ القائِلُ بهِ أَمْرًا مَا، فيُورِدَهُ عَلَى وَجْهٍ حَقِيقٍ أَنْ يَقْبَلَهُ المَقُولُ لَهُ.

وَ قَوْلُه تَعالَى: وَ قُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً [3] ، يَحْتَمِل المَعْنَييْنِ، و قولُ مَنْ قالَ: مَعْناهُ: قُلْ لَهُمْ إِنْ أَظْهَرْتُمْ ما في أَنْفُسِكُمْ قُتِلْتُمْ، و قَوْلُ من قالَ: خَوِّفْهُمْ بمَكارِهَ تَنْزِلُ بِهِمْ، فإِشَارَةٌ إلى بَعْضِ ما يَقْتَضِيه عُمُومُ اللَّفْظِ، قالَهُ الرّاغِبُ.

17- وَ قَرَأْتُ في مُعْجَمِ الذَّهَبِيِّ، في تَرْجَمَةِ صُحارِ بنِ عَيّاشٍ العبْدِيِّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَهُ مُعَاوِيَةُ عَنِ البَلاَغَةِ، فقَال:

«لا تُخْسِى‌ءْ وَ لا تُبْطِى‌ءْ» .

و البَلاغُ كسَحابٍ: الكِفَايَةُ، و هُوَ: ما يُتَبَلَّغُ بهِ وَ يُتَوَصَّلُ إلَى الشَّي‌ءِ المَطْلُوبِ، و مِنْهُ قَوْلُه تَعالَى: إِنَّ فِي هََذََا لَبَلاََغاً لِقَوْمٍ عََابِدِينَ [4] أي: كِفَايَةً، و كَذََا قَوْلُ الرّاجِزِ:

تَزَجَّ مِنْ دُنْيَاكَ بالبَلاغِ # و باكِرِ المِعْدَةَ بالدِّباغِ

بِكِسْرَةٍ جَيِّدَةِ المِضاعِ # بالمِلْحِ أو ما خَفَّ مِن صِباغِ‌

و البَلاغُ : الاسْمُ مِنَ الإِبْلاغٍ وَ التَّبْلِيغِ ؛ و هُمَا:

الإيصالُ، يُقَال: أَبْلَغَهُ الخَبَرَ إِبْلاغا ، و بَلَّغَهُ تَبْلِيغاً ، و الثّانِي أَكْثَرُ، قالَهُ الرّاغِبُ، و قَوْلُ أَبِي قَيْسِ بنِ الأَسْلَتِ السُّلَمي:

قالَتْ وَ لَم تَقْصِدْ لِقِيلِ الخَنَا: # مَهْلاً لَقَدْ أَبْلَغْتَ أَسْمَاعِي‌

هُوَ مِنْ ذََلِكَ، أي: قَد انْتَهَيْتَ فِيه، و أَوْصَلْتَ، و أَنْعَمْتَ.

وَ قَوْلُه تَعَالَى: هََذََا بَلاََغٌ لِلنََّاسِ [5] أي: هََذا القُرْآن ذُو بَلاغٍ ، أي: بَيَانٍ كافٍ.

وَ قولُه تَعَالَى: فَهَلْ عَلَى اَلرُّسُلِ إِلاَّ اَلْبَلاََغُ اَلْمُبِينُ [6] ، أي: الإِبْلاغُ .

16- و في الحَدِيثِ‌ : «كُلُّ رافِعَةٍ رَفَعَتْ عَلَيْنَا كذََا في العُبَابِ، وَ في اللّسَانِ: عَنّا مِنَ البَلاغِ فَقَدْ حَرَّمْتُهَا أَنْ تُعْضَدَ، أَو تُخْبَطَ، إلاّ لِعُصْفُورِ قَتَبٍ، أو مَسَدِّ مَحَالَةٍ، أو عَصَا حَدِيدَةٍ» .

يَعْنِي المَدِينَةَ عَلَى ساكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ وَ السَّلامِ، و يُرْوَى بفَتْح الباءِ وَ كَسْرِهَا، فإِنْ كانَ بالفَتْحِ فلَهُ وَجْهَانِ، أَحَدُهُما:

أي ما بَلَغَ [7] مِن القُرْآنِ وَ السُّنَنِ، أو المَعْنَى: مِنْ ذَوِي البَلاغِ ، أي‌ : الَّذِينَ بَلَّغُونا ، أيْ: مِنْ ذَوِي‌ التَّبْلِيغِ و قد أَقامَ الاسْمَ مُقامَ المَصْدَرِ الحَقِيقِيِّ، كما تَقُول: أَعْطَيْتُ‌ [8] عَطاءً، كذا في التهْذِيبِ وَ العُبَاب، و يُرْوَى بالكَسْرِ، قال الهَرَوِيُّ:

أي: مِنْ المُبَالِغِينَ في التَّبْلِيغِ ، مِنْ بالَغَ يُبَالِغُ مُبَالَغَةً وَ بِلاغًا ، بالكَسْرِ: إذا اجْتَهَدَ في الأمْر و لَم يُقَصِّرْ، وَ المَعْنَى: كُلُّ جَماعَةٍ أَوْ نَفْسٍ تُبَلِّغُ عَنّا وَ تُذِيعُ ما نَقُولَهُ، فلْتُبَلِّغْ ولْتَحْكِ. قلتُ: و قدْ ذُكِرَ هََذا الحَدِيثُ في «ر ف ع» و يُرْوَى أَيْضاً: «مِنَ البُلاّغ » مِثَال الحُدّاثِ، بمَعْنَى المُحَدِّثِينَ، و قد أَسْبَقْنَا الإِشَارَةَ إِلَيْهِ، و كانَ عَلَى المُصَنِّفِ أَنْ يُوردَهُ هُنَا؛ لتَكْمُلَ لَه الإِحَاطَةُ.


[1] سورة الطلاق الآية 3.

[2] انظر المفردات «بلغ» .

[3] سورة النساء الآية 63.

[4] سورة الأنبياء الآية 106.

[5] سورة إبراهيم الآية 52.

[6] سورة النحل الآية 35.

[7] ضبطت في النهاية «بلّغ» بتشديد اللام، و اللسان كالأصل.

[8] في النهاية وَ اللسان: أعطيته.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 12  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست