أي: قارَبْنَهُ، و قالَ أَبُو القاسِمِ في المُفْرَداتِ: البُلُوغُ وَ الإِبْلاغُ [3] : الانْتِهَاءُ إلى أَقْصَى المَقْصِدِ وَ المنْتَهَى، مَكَانًا كان، أو زَمانًا، أو أَمْرًا مِنَ الأُمُورِ المُقَدَّرَةِ. و رُبَّمَا يُعَبَّرُ بهِ عن المُشَارَفَةِ عليهِ، و إِن لَم يُنْتَهَ إِلَيْهِ، فمِنَ الانْتِهَاءِ: حَتََّى إِذََا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً[4] و مََا هُمْ بِبََالِغِيهِ[5]
و فَلَمََّا بَلَغَ مَعَهُ اَلسَّعْيَ[6] و لَعَلِّي أَبْلُغُ اَلْأَسْبََابَ[7]
و أَيْمََانٌ عَلَيْنََا بََالِغَةٌ[8] أي مُنْتَهِيَةٌ في التَّوْكِيدِ، و أَمّا قوله:
فَإِذََا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ[9] فلِلْمُشارَفَةِ؛ فإِنّهَا إذا انْتَهَتْ إلى أَقْصَى الأَجَلِ لا يَصِحُّ للزَّوْجِ مُرَاجَعَتُهَا وَ إِمْسَاكُها.
و بَلَغَ الغُلامُ: أَدْرَكَ، وَ بَلَغَ في الجَوْدَةِ مَبْلَغاً ، كما في العُبَابِ، و في المُحْكَمِ: أي احْتَلَمَ، كأَنَّهُ بَلَغَ وَقْتَ الكِتابِ عَلَيْهِ وَ التَّكْلِيفِ، و كَذََلِكَ: بَلَغَتِ الجارِيَةُ، و في التَّهْذِيبِ:
بَلَغَ الصَّبِيُّ، و الجارِيَةُ: إذا أَدْرَكَا، و هُمَا بالِغَانِ .
و ثَنَاءٌ أَبْلَغُ : مُبَالِغٌ فِيهِ قال رُؤْبَةُ يَمْدَحُ المُسَبِّحَ بن الحَوَارِيِّ بنِ زِيَادِ بنِ عَمْرٍو العَتَكِيُّ:
و قال الفَرّاءُ: يُقَالُ: أَحْمَقُ بَلْغٌ ، بالفَتْحِ، و يُكْسَرُ، وَ بَلْغَةٌ ، بالفَتْحِ، أي: هُوَ مَعَ [13] حَماقَتِه يَبْلُغُ ما يُرِيدُ، أَو المُرادُ: نِهَايَةٌ في الحُمْقِ، بالِغٌ فِيهِ.
قال: و يُقَالُ: اللَّهُمَّ سَمْعٌ لا بَلْغٌ ، و سَمْعاً لا بَلْغاً ، و يُكْسَرانِ، أي: نَسْمَعُ بهِ وَ لا يَتِمُّ، كمَا في العُبَابِ، و في اللسَانِ: وَ لا يَبْلُغُنَا ، يُقَالُ ذََلِكَ إذا سَمِعُوا أَمْرًا مُنْكَرًا، أَو يَقُولُه مَنْ سَمِعَ خَبَرًا لا يُعْجِبُه، قالَهُ الكِسَائِيُّ، أَوْ للخَبَرِ يَبْلُغُ واحِدَهُمْ وَ لا يُحَقِّقُونَهُ.
و أَمْرُ اللَّهِ بَلْغٌ بالفَتْحِ أي: بالِغٌ نافِذٌ، يَبْلُغُ أَيْنَ أُرِيدَ بهِ، قال الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ: