و انْفَشَغَ الشَّيْءُ: ظَهَرَ و كَثُرَ.و تَفَشَّغَ الرَّجُلُ: لَبِسَ أَخَسَّ ثِيَابِه، و في نُسْخَةٍ: أَخْشَنَ ثِيَابِه» [2] و مِنْهُ 17- حَدِيثُ عُمَرَ رِضِيَ اللََّهُ عَنْهُ : «أنَّ وَفْدَ البَصْرَةِ أَتَوْهُ و قَدْ تَفَشَّغُوا ، فقَالََ: ما هََذِه الهَيْئَةُ؟فقالُوا: تَرَكْنَا الثِّيَابَ في العِيَابِ، و جِئْناكَ، قال: الْبَسُوا و أَمِيطُوا الخُيَلاءَ» . قَالَ شَمِرٌ: أي لَبِسُوا أَخْشَنَ [3] ثِيابِهِمْ، و لَم يَتَهَيَّأُوا لِلِقائِه، و قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ في الفائِقِ [4] : أَنَا لا آمَنُ أَنْ يَكُونَ مُصَحَّفاً مِنْ تَقَشَّفُوا، و التَّقَشُّفُ: أَن لا يَتَعَاهَدَ [5] الرَّجُلُ نَفْسَهُ، قال: فإِنْصَحَّ ما رَوَوْهُ فَلَعَلَّ مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ لَم يَحْتَفِلُوا في المَلابِسِ، وَ تَثَاقَلُوا في ذََلِكَ، لِمَا عَرَفُوا مِنْ خُشُونَةِ عُمَرَ رضي الله عَنْهُ.
و تَفَشَّغَ فِيهِ الشَّيْبُ أَوْ الدَّمُ: انْتَشَرَ و كَثُرَ، فِيهِ لَفٌّ و نَشْرٌ مُرَتَّبٌ، فالانْتِشَارُ للشَّيْبِ، و الكَثْرَةُ للدَّمِ، يُقَالُ: تَفَشَّغَ فِيهِ الدَّمُ، أي: غَلَبَهُ و تَمَشَّى في بَدَنِه، و مِنْهُ قَوْلُ طُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ:
و تَفَشَّغَ الرَّجُلُ المَرْأَةَ: دَخَلَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا و وَقَعَ عَلَيْهَا و افْتَرَعَهَا.و حَكَى ابْنُ كَيْسَانَ: تَفَشَّغَ الرَّجُلُ البُيُوتَ: دَخَلَ بَيْنَهَا، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، و قِيلَ: إذا غابَ فِيهَا و لَم تَرَهُ.
و تَفَشَّغَ الدَّيْنُ فُلانًا: عَلاهُ و رَكِبَهُ، وَ كَذََلِكَ الجَمَلُ النّاقَةَ.
و المُفاشَغَةُ : أَنْ يُجَرَّ وَلَدُ النّاقَةِ و يُنْحَرَ، و تُعْطَفَ عَلَى وَلَدٍ آخَرَ يُجَرُّ إِلَيْهَا، فيُلْقَى تَحْتَهَا، فَتَرْأَمُه، تَقُولُ [6] : فاشَغَ بَيْنَهُمَا، و قَدْ فُوشِغَ بِهَا قال الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ: