الهَدَفُ ، مُحَرّكَةً: كُلُّ مُرْتَفِعٍ من بناءٍ أو كَثِيب رَمْلٍ أو جَبَلٍ و منه 16- الحَدِيثُ : «كانَ إذا مَرَّ بهَدَفٍ مائِلٍ، أَو صَدَفٍ مائلٍ أَسْرَعَ المَشْيَ فيهِ» [4] . و الجمعُ أَهْدافٌ ، لا يُكَسَّرُ على غَيْرِ ذَلِكَ. قال الجَوْهريُّ: و منه سُمِّيَ الغَرَضُ هَدَفاً ، و هو:
المُنْتَضَلُ فيهِ بالسِّهامِ.
وَ قال النّضْرُ: الهَدَفُ : ما رُفِعَ و بُنِيَ من الأَرْضِ للنِّضالِ، و القِرْطاسُ: ما وُضِعَ في الهَدَفِ ليُرْمَى، وَ الغَرَضْ: ما يُنْصَبُ شِبْهُ غِرْبالٍ أو حَلْقَةٍ، و قال في موضِعٍ آخرَ: الغَرَضُ: الهَدَفُ ، و يُسَمّى القِرْطاسُ غَرَضاً، و هَدَفاً ، على الاسْتِعارَةِ.
قال الجَوْهَرِيُّ: و به شُبِّه الرّجُلُ العَظِيمُ و زادَ غيرُه:
الجَسِيمُ الطَّويلُ العُنُقِ، العَرِيضُ الأَلْواحِ، على التَّشْبِيهِ بذلِكَ، و أَنْشَدَ لأَبِي ذُؤَيْبٍ:
إذا الهَدَفُ المِعْزابُ صَوَّبَ رَأْسَه # وَ أَعْجَبَه ضَفْوٌ من الثَّلَّةِ الخُطْلِ [5]
و قال السُّكَّرِيُّ: الهَدَفُ من الرِّجالِ: الثَّقِيلُ النَّؤُومُ الوَخْمُ الَّذِي لا خَيْرَ فيه و به فُسِّرَ البيتُ المَذْكُورُ و خَطَّأَ مَنْ قالَ: إِنّه الرَّجُلُ العَظِيمُ، و قال أَيضاً-في الهَدَفِ المِعْزابِ-إِنَّه راعِي ضَأْنٍ، فهو لضَأنِه هَدَفٌ تَأوِي إِليهِ، و هذا ذمّ للرجُلِ إذا كانَ راعِيَ الضَّأْنِ، و يُقال: أَحْمَقُ من راعِي الضَّأْنِ.
و قال ابنُ عَبّادٍ: هَدَفْ هَدَفْ : دُعاءٌ للنَّعْجَةِ إلى الحَلْبِ. وَ في النّوادِرِ: يُقالُ: هَلْ هَدَفَ إِليكُمْ هادِفٌ أَو هَبَشَ هابِشٌ؟: يَسْتَخْبِرُهُ هَلْ حَدَثَ ببَلَدِكُم أَحَدٌ سِوَى مَنْ كانَ به ؟.
و الهادِفَةُ : الجَماعَةُ يُقال: جاءَتْ هادِفَةٌ من النّاسِ، وَ داهِفَةٌ: أي جماعَةً [6] .
و الهِدْفَةُ ، بالكَسْرِ: القِطْعَةُ من النّاسِ و البُيُوتِ مثلُ الخِبْطَةِ يُقِيمُونَ في مواضِعِهم و يَظْعَنُون. و قال الأَزْهَرِيُّ:
هي الجَماعَة الكَثِيرَة، و قال عُقْبَةُ: رأَيْتُ هِدْفَةً من النّاسِ، أي: فِرْقَةً، و قال الأَصْمَعِيُّ: غِدْفَةٌ و غِدَفٌ [7] ، و هِدْفَةٌ وَ هِدَفٌ بمعنى قِطْعَة.
[1] كذا بالأصل و اللسان عنه، و لم أجد في التهذيب 6/512 مادة «جرهم» البيت و هو في اللسان برواية: كالجبال، و لم يرد البيت في ديوان الهذليين 3/ 116 و هو في شرح أشعار الهذليين في شعر عمرو ذي الكلب 2/568.