يَسُوقُ صُرَيْمٌ شاءَها من جُلاجلٍ # إِليَّ و دُونِي ذاتُ كَهْفٍ وقُورُها
وَ أَما الثالِثُ فقد ذَكَرَه ابنُ دُرَيْدٍ، و تَقَدّمت الإِشارةُ إِليه.
و قال ابنُ دُرَيْدٍ: تَكَهَّفَ الجَبَلُ: صارَ تْ فيه كُهُوفٌ . *و ممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:
ناقَةٌ ذاتُ أَرْدافٍ و كُهُوفٍ ، و هي ما تَراكَبَ في تَرائِبِها وَ جَنْبَيْها من كَرادِيسِ اللَّحْمِ و الشَّحْمِ، و هو مجازٌ نقَلَه الزَّمَخْشَرِيُ [1] و ابنُ عَبّادٍ.
وَ تَكَهَّفَت البِئْرُ، و تَلَجَّفَت، و تَلَقَّفَت: إذا أَكَلَ الماءُ أَسْفَلَها فَسَمِعْتَ للماءِ في أَسْفَلِها اضْطِراباً، نقله ابنُ دُرَيْدٍ [2] .
الكَيْفُ : القَطْعُ و قد كافَه يَكِيفُه ، و مِنه: كَيَّفَ الأَدِيمَ تَكْيِيفاً : إذا قَطَعَه.
و كَيْفَ ، و يُقال: كَيْ بحَذْفِ فائِه، ما قالُوا في سَوْفَ:
سَوْ، و منه قولُ الشّاعرِ:
كَيْ تَجْنَحُونَ إلى سَلْمٍ و ما ثُئِرَتْ # قَتْلاكُمُ [3] ، و لَظَى الهَيْجاءِ تَضْطَرِمُ
كما في البَصائِرِ، قال الجوْهَرِيّ: اسمٌ مُبْهَمٌ غيرُ مُتَمَكِّنٍ وَ إِنّما حُرِّكَ آخِرُه للسّاكِنَيْنِ، و بُنِي بالفَتْحِ دونَ الكَسْرِ لمَكانِ الياءِ كمَا في الصِّحاحِ، و قال الأَزْهرِيُّ: كَيْفَ : حرفُ أَداةٍ، و نُصِبَ الفاءُ فِرارًا [4] به من الياءِ الساكنةِ فيها؛ لئلاّ يَلْتَقِيَ ساكنانِ.
و الغالبُ فيه أَنْ يَكُونَ اسْتِفهاماً عن الأَحْوالِ إِما حَقِيقِيًّا، ككَيفَ زَيْدٌ؟أَو غَيْرَهُ مثل: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللََّهِ[5]فإِنَّهُ أُخْرِج مُخْرَجَ التَّعَجُّبِ و التّوْبِيخِ، و قالَ الزَّجَاجُ: كيفَ هُنا:
اسْتِفْهامٌ في معنَى التَّعَجُّبِ، و هذا التَّعَجُّبُ إِنّما هو للخَلْق وَ للمُؤْمِنِينَ، أي اعْجَبُوا من هََؤلاءِ كيفَ يَكْفُرُونَ باللََّه و قد ثَبَتَتْ حُجَّةُ اللََّه عليهم؟و كذََلِكَ قولِ سُوَيْدِ بنِ أَبي كاهِلٍ اليَشْكُرِيِّ:
كيفَ يَرْجُونَ سِقاطِي بَعْدَ ما # جَلَّلَ الرّأْسَ مَشِيبٌ و صَلَعْ؟
فإِنّه أُخْرِجَ مُخْرَجَ النَّفْيِ أي: لا تَرْجُوا مِنِّي ذََلِك.
و يَقَعٌ خَبَرًا قَبْلَ ما لا يَسْتَغْنِي عَنْه، كَكَيْفَ أَنْتَ؟و كَيْفَ كُنْتَ ؟.
و يَكُونُ حالاً لا سُؤالَ معه، كقَوْلِكَ: لأُكْرِمَنَّكَ كَيْفَ كُنْتَ، أي: عَلَى أيَّ حالٍ كُنْتَ، و حالاً قَبْلَ ما يَسْتَغْنِي عَنْهُ، كَكَيْفَ جاءَ زَيْدٌ ؟ و يَقَعُ مَفْعولاً مُطْلَقًا مثل: كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ *[6] .
فهو تَوْكِيدٌ لِما تَقَدَّمَ من خَبَرٍ، و تَحْقِيقٌ لما بعدَه، على تَأْوِيلِ إنَّ اللََّه لا يَظْلِمُ مِثْقال ذَرَّةٍ في الدُّنْيا، فكَيْفَ في الآخِرَةِ؟ و قِيلَ: كيفَ يُسْتَعْمَلُ على وَجْهَيْنِ: