نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 12 صفحه : 440
و يُقالُ: أَتَيْتُه عَلَى قَفّانِ ذََلِكَ، و قافِيَتِه: أي على أَثَرِه وَ ذَكَرَهُ الجَوْهَريُّ في «قفن» و منه 17- حَدِيثُ عُمَرَ رضي اللََّه عنه :
«أَنّه قالَ له حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللََّه عنه: «إِنَّكَ تَسْتَعِينُ بالرَّجُلِ الفاجِرِ، فقَالََ: إِنِّي اسْتَعْمِلُه لأَسْتَعِينَ بقُوَّتِه، ثُمَّ أَكُونُ على قَفّانِه » [1] . يُرِيدُ ثمّ أَكُونُ على أَثَرِه و من وَرائِه، أَتَتَبَّعُ أُمُورَه، وَ أَبْحَثُ عن أَخْبارِه، فكِفايَتُه و اضْطِلاعُه بالعَمَل يَنْفَعُنِي، و لا تَدَعُهُ مُراقَبَتِي و كِلاءَةُ [2] عَيْنِي أَنْ يَخْتانَ» و أَنْشَدَ الأَصْمَعيُّ:
وَ ما قَلَّ عِنْدِي المالُ إِلا سَتَرْتُه # بخِيمٍ على قَفّانِ ذََلِك واسِعِ
و قال بعضُهم: هََذا قَفّانُه : أي حِينُه و أَوانُه و كذََلِكَ ربّانُه و إِبّانُه.
و قِيلَ: قولُ عُمَرَ السابقُ مَأْخُوذٌ من قَوْلِهَم: هو قَفّانٌ على فُلانٍ، و قَبّانٌ: أي أَمِينٌ عليه يَتَحَفَّظَ أَمْرَهُ و يُحاسِبُه، وَ لهََذا قِيلَ للمِيزانِ الذي يُقالُ له القَبّان: قَبّانُ، كأَنَّه شَبّه اطِّلاعَه على مَجارِي أَحْوالِه بالأَمِينِ المَنْصُوبِ عَلَيه، لإِغْنائِه مَغْناهُ، و سَدِّه مَسَدَّه.
و قال الأَصْمعيُّ: قَفّانُ كُلِّ شيءٍ: جُمّاعُه [3] ، وَ اسْتِقْصاءُ مَعْرفَتِه قال أَبو عُبَيْدٍ: و لا أُحْسَبُ هََذه الكَلِمةَ عَرَبِيّةً، إِنما أَصلُها قَبّان، و قَفّان : فعّالٌ من قولهم في القَفَا:
القَفَن [4] ، و مَن جَعَل النُّونَ زائدةً فهو فَعْلان، و ذَكَرَه الجَوْهَريُّ في «قفن» ثم قالَ: و النُّونُ زائِدَةٌ، و أَهْمَلَ ذِكْرَه في هََذَا المَوْضِعِ، فقولُه: «بزيادةِ النُّونِ» يُلْزمُه ذِكْرَه اللّفْظَ في هََذا التَّرْكِيبِ؛ لأَنّه يكونُ فعلان، و ذَكَر الزَّمَخْشَرِيُّ أنَّ وَزْنَه فعَّال، و قالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: هو عربيٌّ صحيحٌ لا وَضْعَ له في العَجَمِيَّةِ، فعَلَى هََذا تكونُ النُّونُ فيه زائدةً، فإِنّ ما في آخرِهِ نونٌ بعدَ أَلِفٍ فإِنَّ فَعْلانَ فيه أَكثرُ من فَعَّالٍ، و أَما الأَصْمَعِيُّ، فقَالََ: قَفّانُ : قَبّانُ، بالباءِ التي بينَ الباءِ وَ الفاءِ، أُعْرِبَتْ بإِخْلاصِها فاءً، و قد يجُوزُ إِخلاصُها باءً؛ لأَنَّ سِيبَوَيْه قد أَطْلَقَ ذََلِكَ في الباءِ التي بينَ الفاءِ و الباءِ.
و القفَّةُ ، مثَلَّثةً: رِعْدَةٌ تَأْخُذُ من الحُمَّى و قُشَعْرِيرَةٌ عن ابنِشُمَيْلٍ، و لم يَذْكُر التَّثْلِيثَ، و قد قَفَّ قُفُوفاً : أَرْعَدَ و اقْشَعَرَّ.
وَ قال النّضْرُ: القُفَّةُ كالقُشَعْرِيرَةِ، و أَصلُه التَّقَبُّضُ و الاجْتِماع، كأَنَّ الجلدَ ينقَبِضُ عند الفَزَعِ، فيقومُ الشَّعَرُ لذََلك.
و القِفَّةُ بالكسر: أَوَّلُ ما يَخْرُج من بَطْنِ المَوْلُودِ و هو العِقْيُ أَيضاً، كما في اللِّسانِ.
و القُفَّةُ بالضَّمِّ: القَرْعَةُ اليابِسَةُ، كما في الصِّحاحِ، وَ قال اللَّيْثُ: كهَيْئةِ القَرْعَةِ تُتَّخَذُ من الخُوصِ يُقالُ: شَيْخٌ كالقُفَّةِ ، و عَجوزٌ كالقُفَّةِ ، و عبارةُ الصِّحاحِ: و رُبَّما اتُّخِذَ من خُوصٍ و نحوِه كهَيْئَتِها، تَجْعَلُ فيه المَرْأَةُ قُطْنَها، و قالَ غيرُه:
يُجْتَنَى فيها من النَّخْلِ، و يضَعُ فيها النِّساءُ غَزْلَتهُنَّ، و قالَ الأَزْهريُّ: تُجْعَلُ فيها [5] مَعالِيقُ تُعَلَّقُ بها من رَأْسِ الرَّحْلِ، يضَعُ فيها الرَّاكبُ زادَه، و تَكُونُ مُقَوَّرَةً ضَيِّقَةَ الرأْس.
و القُفَّةُ : القَارَةُ هو بالقافِ، و وَقَعَ في بعضِ نُسَخِ العُباب بالفاءِ.
و القُفَّةُ : ما ارتْفَعَ من الأَرْضِ كالقُفِ قال شمر:
القُفُّ : ما ارْتَفَعَ من الأَرْضِ و غَلُظَ، و لم يَبْلُغَ أَن يكونَ جَبَلاً، و في الصِّحاحِ: ما ارْتَفَعَ من مَتْنِ الأَرضِ، و الجَمْعُ قِفافٌ ، زاد غيرُه: و أَقْفافٌ ، قال امرُؤُ القَيْسِ: